مبادرتان ومسار سياسي جديد.. هل تفتح سوريا صفحة الإنقاذ الوطني بعد سقوط النظام؟

وسط تزايد الدعوات لإنقاذ البلاد من الانهيار، وُلدت خلال الأيام الماضية مبادرتان سوريتان سياسيتان تسعيان إلى إعادة صياغة مستقبل سوريا على أسس مدنية وسلمية، هما:
🔹 “مبادرة الإنقاذ الوطني السوري”
🔹 “مبادرة المئوية السورية”

وتمثل المبادرتان أول تحرك سياسي جماعي واسع بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، وتشكيل حكومة انتقالية برئاسة أحمد الشرع، في ظل ظروف سياسية وأمنية لا تزال هشّة.

مبادرة الإنقاذ الوطني: رسالة مفتوحة للرئيس الانتقالي

في 18 تموز/يوليو، أُطلقت مبادرة الإنقاذ الوطني بصيغة رسالة موجهة إلى رئيس الجمهورية ورئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، بهدف “منع الانفجار الشامل”، كما ورد في نصها.

ووقّع على المبادرة 1357 شخصية سورية، من سياسيين وحقوقيين وناشطين، بينهم:

  • 41 شخصية حضرت مؤتمر الحوار الوطني السوري (15 شباط/فبراير في دمشق)

  • 26 شخصية شاركت في جلساته التمهيدية

  • ممثلون عن 28 حزبًا وحركة ومؤسسة مجتمع مدني

أبرز ما تدعو إليه المبادرة:

  • لقاء مباشر بين الموقعين والرئاسة الانتقالية.

  • تشكيل هيئة وطنية للحوار لمدة 18 شهرًا.

  • التحضير لدستور جديد وعدالة انتقالية ومؤسسات مدنية شفافة.

مبادرة المئوية السورية: انبثقت من السويداء

بعد خمسة أيام، في 23 تموز/يوليو، أُعلنت “مبادرة المئوية السورية”، التي جاءت كردّ فعل على الأحداث الأمنية الأخيرة في محافظة السويداء جنوب البلاد.

المبادرة، التي وقّع عليها نحو 200 شخصية سورية، طرحت خطة من عشرة بنود، من أبرزها:

  • وقف إطلاق النار الكامل في السويداء وضمان عدم تكرار الاعتداءات.

  • رفض التهجير القسري، والتأكيد على أن أي سلاح خارج الدولة “غير شرعي”.

  • تشكيل لجنة تحقيق مستقلة، وتعديل الإعلان الدستوري الحالي.

  • إلغاء لجنة السلم الأهلي وتشكيل لجنة بديلة تضم 25 عضواً.

  • عقد مؤتمر وطني شامل خلال ثلاثة أشهر لتشكيل مجلس عسكري أمني، وصياغة دستور جديد.

تأسيس حزب الجمهورية: الحياة الحزبية تعود؟

بالتوازي مع هذه المبادرات، أُعلن اليوم، 25 تموز، عن تأسيس “حزب الجمهورية”، وهو حزب مدني سياسي يُعدّ أول حزب يُؤسَّس رسميًا في سوريا بعد سقوط النظام السابق.

الوثيقة التأسيسية للحزب:

  • ترفض الطائفية وتدعو لدولة مدنية ديمقراطية.

  • تؤيد الاقتصاد الحر العادل، والمحاسبة على انتهاكات الحقبة السابقة.

  • تطرح نموذجًا ديمقراطيًا لامركزيًا على أسس إدارية، لا إثنية أو طائفية.

  • تعطي الأولوية للتعليم، العدالة الانتقالية، والمصالحة الوطنية.

هل تعود السياسة إلى السوريين؟

يشير ظهور هذه المبادرات وتأسيس حزب سياسي مدني، إلى عودة تدريجية للحياة السياسية السورية، التي كانت محصورة لعقود بيد النظام. لكن نجاح هذه الخطوات سيعتمد على مدى قدرة الحكومة الانتقالية على فتح المجال العام، وتوفير بيئة آمنة وشفافة تسمح بإطلاق حوار وطني حقيقي.

وفي ظل التحديات الأمنية، والانقسامات المجتمعية، وغياب الثقة، يبقى الرهان الأكبر على إرادة السوريين في تجاوز الماضي وصناعة عقد اجتماعي جديد.

 

إقرأ أيضاً: الإدارة الذاتية تنفي انهيار المفاوضات مع دمشق وترفض التنازلات المفروضة

إقرأ أيضاً: بين التحديات والفرص.. آفاق إعادة هيكلة الاقتصاد السوري في ظل تجربة ألمانيا التاريخية

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.