“إسرائيل” محاطة بنار المقاومة.. المسيّرة “يافا” اخترقت صدر نتنياهو قبل اختراقها “تل أبيب”
داما بوست- خاص
يتقمص بنيامين نتنياهو هذه الأيام شخصية الرجل المريض ويعيش هذه الحالة بكل تفاصيلها حتى تحول معه كيانه الصهيوني إلى ما يمكن تسميته بالصبي المضروب في المنطقة الشرق أوسطية والمحاط بحلقة من النار، وطبعاً هي نار المقاومات في الشمال وغزة واليمن والعراق وسوريا.
اليمن عبر القوات المسلحة دخل باقتدار ضمن معادلات القوة المقاومة التي أربكت الاحتلال منذ الأيام الأولى للحرب على غزة، ولعل إحجام رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن الرد على القوات المسلحة اليمنية منذ بداية الحرب العدوانية على غزة، نابع من ضعفه وهذا ما أدركته اليمن، حتى أن رده بعد استهداف عاصمة الكيان “تل أبيب” يأتي اضطرارياً ومتأخراً في محاولة لاستعادة صورة “الرجل القوي” من دون جدوى.
عمليات القوات المسلحة اليمنية أدخلت الرعب في قلب رئيس حكومة العدو، وبات يخاف من اليمنيين، ولو استطاع، لكان قد تهرب من الرد هذه المرة أيضاً، كما كان يفعل دائماً، لكن الضغوطات من الولايات المتحدة وبريطانيا جعلته يرتكب هذا الرد لحفظ ماء وجهه في الكيان المهزوم وخارجه، لكن بعد فوات الأوان، فمن ضرب ضرب ومن هرب هرب.
سلوكيات الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن لحماية الكيان الصهيوني، أظهر ضعف الكيان مع قوة اليمن في دخول قواته المسلحة لإسناد غزة معركة طوفان الأقصى للمرة الأولى، في 19 تشرين الأول 2023، من خلال إطلاق صواريخ “كروز” وطائرات مسيّرة على “إيلات” (أم الرشراش)، حتى أن السفينة الحربية التي أرسلها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البحر الأحمر، لم تلحق ضرراً حقيقياً باليمنيين، بل على العكس أظهرت للعالم أنّ “إسرائيل” ضعيفة ومستباحة، وهي أوهن من بيت العنكبوت بالفعل.
اليمن القوي والبعيد جداً عن الكيان جغرافياً كان في قلب المعركة وكأنه على الحدود مع فلسطين المحتلة واستطاع إدخال الرعب في قلب نتنياهو، الذي فوض الأمر وتركه للأمريكيين والبريطانيين لحماية “إسرائيل”، ما حوّلها إلى “الصبي المضروب في الشرق الأوسط”، والمحاط بحلقة من النار، باعتراف إعلام الكيان ومحلليه السياسيين والعسكريين.
وفي المعارك دائماً القوي يفرض وجوده في الميدان، وظهرت عناصر القوة اليمنية جلية منذ بدء إسناد غزة في مقاومتها للاحتلال في حربه الظالمة على المدنيين والتي لا تزال مستمرة حتى الآن، ويمنى فيها الاحتلال بخسائر كبيرة، فالقوات المسلحة اليمنية أحرقت السفن المعادية في البحر الأحمر من أجل شل حركة الملاحة البحرية إلى ميناء “إيلات”، ونجحت وكبدت الاحتلال خسائر اقتصادية غير مسبوقة.
اقتدار القوات المسلحة اليمنية في مواجهة الكيان الصهيوني عبر الهجوم على “تل أبيب” كان دليلاً دامغاً على أن سياسة الاحتواء الجبانة التي ينتهجها نتنياهو لم تفلح مع اليمنيين، كما لم تفلح مع حماس أو حزب الله، وسقط مع كل ذلك مقولة الردع التي طالما تحدث عنها نتنياهو وأثبتت فشلها مع هبوب رياح المقاومات في المتطقة.
الهجوم اليمني الصاعق كان على المركز الاقتصادي المالي التكنولوجي لـ”إسرائيل”، ونتنياهو كان جباناً ضعيفاً، ويعلم أن “تل أبيب” ستصاب بالشلل، وسيجد الاقتصاد الصهيوني نفسه في أزمة ضخمة وبطالة رهيبة من شأنها أن تعرض كرسيّ نتنياهو للخطر.
نتنياهو يدعي بأنه “الرجل القوي”، لكنه في الحقيقة وبحسب مجريات الأحداث ثبت أنه الضعيف والواهن، والمريض بشتى أنواع الأمراض السياسية والعسكرية، وتهاوت صورة الكيان من سقوط نتنياهو المدوي على أرض الميدان في غزة واليمن وفي الشمال.
يقول الإعلام الصهيوني “الهجوم على تل أبيب، أثبت مرة أخرى أن نتنياهو أحقر رجل في تاريخ إسرائيل، وأنه ضعيف ومسوّف وجبان أيضاً”.
ومن يدقق في العبارات التي نعت بها الإعلام الإسرائيلي رئيس وزرائه يتيقن كم هو منبوذ في الكيان، وأن الطائرة المسيّرة اليمنية “يافا” التي اخترقت أجواء فلسطين المحتلة من جهة البحر، اخترقت صدر نتنياهو وسقطت في قلبه قبل سقوطها في قلب “تل أبيب”.