معبر حدودي يحرم السوريين من الدخول الى بلادهم.. ماهو؟
في مشهد مؤلم يعكس تعقيدات الواقع الإنساني والسياسي في شمال شرق سوريا، منعت سلطات “الإدارة الذاتية” التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مئات المواطنين السوريين – معظمهم من غير الأكراد – من الدخول إلى وطنهم عبر معبر “سيمالكا” الحدودي مع إقليم كردستان العراق.
القرار، الذي برر لاحقًا على أنه ناجم عن “سوء تنسيق”، جاء رغم استجابة حكومة إقليم كردستان لمناشدات إنسانية، وتسهيلها إجراءات عودة العالقين، الذي ساهم في إعفائهم من الغرامات وتكاليف السفر.
وكانت المفاجأة أن السلطات في الجانب السوري من المعبر رفضت دخولهم، وسمحت فقط بعبور السوريين الأكراد، ما فاقم من معاناة العائدين، الذين أمضى كثيرون منهم شهورًا وسنوات في أربيل، بعد انتهاء إقاماتهم واستنزاف مواردهم المالية.
شهادات العالقين تضمنت روايات موجعة؛ سيدة حامل في شهرها التاسع، وأخرى تحتضن طفلها، عبّرن عن شعورهن بالإذلال والعجز، بعدما أُغلق باب الوطن أمامهم، رغم أنهم قانونيًا “غادروا” العراق، ولم يعودوا قادرين على الرجوع إليه.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، أعلن قتيبة ياسين أنه تلقّى وعودًا من إدارة معبر “سيمالكا” بالسماح لجميع السوريين بالدخول بدءًا من اليوم التالي، مع تأكيد رسمي من المعبر أن ما حصل كان نتيجة خلل مؤقت في التنسيق مع الطرف العراقي، وليس قرارًا قائمًا على تمييز عرقي أو طائفي.
في المقابل، صرّح السفير السوري في العراق، مازن علوش، بأن الحكومة الانتقالية السورية ترحب بعودة المواطنين السوريين من الإقليم، داعيًا إياهم إلى التوجه إلى معبر “البوكمال”، الخاضع لسيطرة الدولة السورية، مؤكدًا استعداد هيئة المنافذ لتقديم كافة التسهيلات للعائدين.
إلا أن هذه الدعوة قوبلت بتساؤلات منطقية: كيف يمكن لمواطنين بلا إقامات عراقية صالحة أن يعبروا الأراضي العراقية من أربيل إلى البوكمال؟ وهل بات التنقل داخل بلد مجاور بمثابة عبور بين دولتين منفصلتين؟
أثارت هذه الحادثة موجة استياء على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تساءل سوريون عن مدى احترام السلطات المختلفة لحقوق المواطنين في العودة إلى بلادهم، وعن مدى قدرة الحكومة السورية على حماية مواطنيها في وجه ما وصفوه بـ”سلطات الأمر الواقع”.
ودعا ناشطون ومراقبون إلى تنسيق عاجل وشامل بين دمشق وبغداد وأربيل، يضمن حرية وكرامة السوريين في العودة إلى ديارهم، بعيدًا عن الاصطفافات السياسية أو الانتماءات العرقية.
أقرأ أيضاً: فتح معبر البوكمال – القائم أمام حركة السفر والشحن اعتباراً من السبت المقبل
أقرأ أيضاً: وزير الدفاع العراقي: بقاء قوات التحالف في سوريا ضروري لأمن العراق