في حلب.. الكهرباء نادرة، والأعطال مزمنة، والحلول مؤجلة
يعاني سكان مدينة حلب من أزمة كهرباء متفاقمة، تجمع بين تقنين طويل وأعطال لا تجد طريقها إلى الصيانة، في ظل غياب التغذية عن أحياء بأكملها منذ سنوات. وضعٌ جعل المواطنين رهائن بيد أصحاب الأمبيرات، الذين أصبحوا المصدر شبه الوحيد للحصول على الحد الأدنى من الطاقة مقابل كلفة مادية مرهقة.
في حي الفردوس، يقول السكان إن الكهرباء مقطوعة بشكل كامل منذ نحو شهر نتيجة عطل لم تتم معالجته رغم الشكاوى المتكررة، بحسب إفادات لـ”سناك سوري”. أما في أحياء أخرى مثل سيف الدولة، فتتقاطع أزمة الكهرباء مع مشكلة ضعف ضخ المياه، لتتحوّل الحياة اليومية إلى معاناة مركبة. تقول إحدى السيدات من الحي: “منشتكي بتتصلح الكهربا وبعد يومين بترجع تنضرب”.
إقرأ أيضاً: حلب .. عائلات السكن الشبابي ممنوعة من العودة بعد أكثر من عقد من النزوح القسري
حاليًا، لا تتجاوز ساعات التغذية اليومية بالكهرباء في معظم أحياء حلب ساعتين إلى أربع ساعات، في حين يغيب التيار بشكل كامل عن مناطق مثل مساكن البلدية، كرم الصباغ، قاضي عسكر وغيرها منذ أكثر من عشر سنوات، نتيجة تدمير البنية التحتية أثناء العمليات العسكرية والقصف الذي طال تلك الأحياء.
ورغم هذه الأوضاع، تشير التصريحات الحكومية إلى بوادر تحسن مرتقب. فقد أعلن وزير الطاقة محمد البشير في أيار/مايو الفائت عن اتفاق مع تركيا لتزويد سوريا بـ6 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا، عبر خط أنابيب حلب–كلس. ويفترض أن يبدأ تدفق الغاز خلال الأشهر الثلاثة القادمة بعد استكمال الإجراءات الفنية، ما قد يسهم في رفع إنتاج الكهرباء وتحسين التغذية تدريجيًا.
لكن إلى أن تصل هذه الوعود إلى واقع المواطنين، تبقى الكهرباء حلمًا مؤجلاً في مدينة حلب، والمعاناة اليومية مستمرة.
إقرأ أيضاً: بين وعود الكهرباء ومحنة الفواتير: المواطن السوري في المنتصف
إقرأ أيضاً: ثلج غير مراقب صحيًا في دمشق وريفها وسط انقطاع الكهرباء وارتفاع الحرارة