تداولت الأوساط التركية أنباء عن عزم رئيس النظام التركي السابق عبد الله غول العودة إلى المشهد السياسي الداخلي عبر بوابة حزب السعادة الإسلامي الذي يغادره زعيمه تمل كارامولا أوغلو لأسباب صحية نهاية الشهر الجاري، مشيرة إلى أن الرئيس الحادي عشر للجمهورية التركية يسعى للترشح للرئاسة مجدداً عام 2028 بتحالف مع حزبي رفاق أردوغان القدامى وهما علي بابا جان وأحمد داود اوغلو.
وخلال الأيام الأخيرة، تحدثت كواليس العاصمة أنقرة عن عزم غول الذي كان أحد مؤسسي حزب “العدالة والتنمية” الحاكم إنشاء تحالف ثلاثي محافظ على بما يشبه تحالف الطاولة السداسية الذي أقامته المعارضة التركي سابقا للإطاحة برئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات العامة عام 2023.
ووفقا للمتداول، فإن التحالف المشار إليه سيضم حزب الديمقراطية والتقدم المعروف باختصار “ديفا” بقيادة وزير الاقتصاد الأسبق علي باباجان، بالإضافة إلى حزب “المستقبل” الذي يترأسه رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، وكلاهما من مؤسسي “العدالة والتنمية”.
وكان رئيس جمعية الفكر الأتاتوركي حسنو بوزكورت، قال إن هناك ادعاءات حول دمج أحزاب “ديفا” و”المستقبل” و”السعادة” في حزب واحد بعد رحيل زعيم الحزب الأخير نهاية شهر حزيران الحالي، وتعيين عبد الله غول رئيساً على الحزب الجديد.
وأضاف في تدوينة له عبر حسابه في منصة “إكس” (تويتر سابقا)، أن هذه الأحزاب على الرغم من أن إجمالي الأصوات التي حصلت عليها في الانتخابات المحلية لم يتجاوز الـ2 بالمئة، إلا أنها تمتلك مجتمعة 35 مقعدا في البرلمان التركي.
كما تداولت كواليس أنقرة عن أن غول أبلغ المقربين منه بعزمه العودة للمشهد السياسي والترشح للرئاسة التركية في انتخابات عام 2028 على أمل جذب أصوات من ناخبي “العدالة والتنمية”، خصوصاً وأن أردوغان الذي فاز بفترتين رئاسيتين لن يتمكن من الترشح مجدداً حال لم يتم إجراء الانتخابات مبكراً، وفقاً للدستور.
ولم يعلق غول ولا المقربون منه على الأخبار المتداولة، إلا أن حزبي “السعادة” و”المستقبل” علقا بشكل منفصل على ما يتم تداوله من عزم الأحزاب المحافظة الثلاثة الاجتماع تحت راية حزب واحد بقيادة الرئيس الحادي عشر للجمهورية التركية.
وقال نائب رئيس حزب السعادة يوسف سونار، إن “لا صحة للادعاءات المتداولة”، موضحا أن باب الحزب الإسلامي “مفتوح للجميع ونرحب بالسيد غول حال أراد الانضمام”.
وأشار سونار إلى وجود مجموعة برلمانية مشتركة بالفعل بين حزب السعادة والمستقبل، إلا أنه استدرك بالإشارة إلى أن الحزب يعتزم دخول المؤتمر العام المقرر في 30 حزيران الجاري لاختيار رئيس جديد تحت اسم واحد.
بدوره، استبعد نائب رئيس حزب “المستقبل”، علي أيدين، وجود مساعي من هذه القبيل لدى عبد الله غول”، مشيرا إلى أنه شخص يجتمع كثيراً مع الرئيس السابق ولا يوجد لدى غول أي طلب من هذا النوع، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام محلية.
لكن أيدين استدرك بالقول إنه لا يوجد الآن أي شيء ملموس في هذا الصدد لكن من الممكن أن يعيد حزب المستقبل تقييم الأمر وفقاً لطبيعة قيادة حزب السعادة القادمة.