داما بوست – مارينا منصور| “درست جيداً لكن فور دخولي للامتحان نسيت كل شيء”، كم مرة شعرت بذلك أو سمعت هذه الجملة من طالب ما؟ وما الذي يحدث حقاً في هذه الحالة؟ هل ننسى فعلاً ما درسناه؟
يزداد توتر الطلاب مع اقتراب الامتحانات، ويعيشون فترة ضغط خلال هذه المدة، وخاصة في مرحلة الشهادات الأساسية والثانوية، إذ يشعرون بمسؤولية كبيرة ويخافون من النتيجة ومن الضغط المجتمعي الملقى على عاتقهم والذي يثقل كاهلهم.
وقد يتطور الخوف والقلق عند البعض لحالة مرضية تسمى “فوبيا الامتحانات”، فكيف يتخلص الطالب منها؟
إليكم الإجابة في هذا المقال.
ما هي فوبيا الامتحان؟
يصل خوف الطلاب من الامتحانات أحياناً إلى درجة شديدة تجعلهم يفضلون الموت على التقدّم للامتحان، وتنتابهم عدة أعراض مزعجة منها:
- زيادة ضربات القلب
- برودة بالأطراف
- تعرّق زائد
- جفاف في الحلق
- اضطراب في النوم
- فقدان الشهية
- غثيان وإقياء
- التوتر الشديد والعصبية الزائدة
- وفي بعض الأحيان تراود الطالب أفكار تجعله يرغب بالهروب من الامتحان أو تأجيله.
ما سبب هذه الفوبيا؟
يتولد شعور لدى بعض الطلاب بالخوف الشديد من الامتحانات نتيجة تهديد أهاليهم لهم بحرمانهم من أشياء يحبونها إذا لم يحصلوا على درجات عالية، أو الضغط عليهم من قبل المحيط، أو بسبب فشل الطلاب في امتحان ما سابقاً وعدم خروجهم من هذه التجربة، ما يؤدي لضعف ثقتهم بأنفسهم رغم أنهم يعرفون الجواب ودرسوا جيداً.
وإذا دخل الطالب للامتحان ودماغه مليء بهذه الأفكار سيتغلب خوفه على تركيزه، وهذا الخوف الشديد يستنزف طاقة الطلاب العقلية والنفسية التي يكون في أشد الحاجة إليها في وقت الامتحانات ما يؤثر سلباً على معدل الانتباه والتركيز والتذكر ويستنزف جهوده ويضيّع وقته، ويؤثرعلى درجاته في الامتحان.
نصائح لاجتياز الامتحانات بسلاسة
- المحافظة على الهدوء النفسي للأهل والطلاب قبل وأثناء الامتحانات
فكلما تغلّب الطالب على خوفه وقلقه كلما استثمر طاقاته العقلية في التركيز على الامتحان، إذ يجب أن يبني الطالب قناعة لديه بأن القلق والتوتر لن يضيف له شيئاً، بل على العكس سيؤذيه ويقلل من قدرته.
كما أن التهيئة المعرفية مهمة، ويقع ذلك على عاتق الأساتذة بالدرجة الأولى لتهيئة طلابهم بشكل جيد وعدم بث الذعر بينهم بعبارات من قبيل “رح جبلكن أسئلة ما تعرفوا تحلوها” وما شابهها من العبارات المستخدمة بكثرة في المدارس، والتي لا تأتي بنتيجة إيجابية.
- دور الأهل مهم جداً وعليهم توفير الدعم معنوياً لأبنائهم
وتبدأ هذه المهمة بعدم فرض “حصار” على الطالب أو منعه عن الخروج من المنزل خلال فترة الامتحانات لأن ذلك يزيد خوفه وقلقه، بالإضافة إلى ضرورة محاولة الأهل إزالة القلق عن أبنائهم بدلاً من الضغط عليهم ليأتوا بدرجات عالية، أوالمبالغة في التوقعات من أبنائهم، ومن المهم عدم إجراء مقارنات بين الطالب وإخوته أو أقربائه أو أصدقائه.
كما أن فرض العقاب ممنوع، ويجب على الأهل مكافأة الأبناء لدى نجاحهم بالامتحان لتحفيزهم على تقديم المزيد.
- الدراسة والتحضير الجيد
التحضير الجيد للامتحان يجنب الطالب التوتر، فأساس إزالة القلق يتمثل بثقة الطالب بنفسه وبدراسته وتحضيره الجيد ومراجعته، فبدلاً من أن يجعل القلق يشغل دماغه، يجب أن يشغله بالدراسة.
- تخلّص من التفكير السلبي
لا تلم نفسك ولا توجه الانتقادات السلبية لأن طاقتك ستتأثر بها، بل وجّه كلمات إيجابية لنفسك وتذكر نقاط قوتك وثق بنفسك، ولا تحاول تذكر أي فشل سابق في امتحان لك وتتأثر به، ولا تفكر برأي الآخرين بك لأن ذلك يشكل ضغطاً مضاعفاً عليك، وأيضاً تخلّص من فكرة أنك نسيت كل ما درسته لأن دماغك سجّل كل شيء.
- تغلّب على فكرة “في الامتحان يُكرم المرء أو يُهان”
ففشلك في امتحان لا يعني فشلك في الحياة ولا يُهان الإنسان من تقديمه لامتحان، إذ أن 83% من الناس يعملون بمهنة مختلفة عن شهادتهم، بالإضافة لوجود فئات ناجحة في عملها دون شهادة علمية.
- عش أجواء الامتحان
قم بإجراء اختبارات تجريبية لتعتاد على الأجواء وتُجنب نفسك رهبة الامتحان، وتعوّد على الانفصال عن الضجيج والتركيز، وتدرّب على السرعة في الإجابة لتستفد بإيجابية من الوقت المحدد للامتحان.