تعد الطاقة الخضراء الأسرع نمواً مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى، وتتسارع الدول في الاستثمار في هذا القطاع الواعد، وتُعدّ الصين واحدة من الدول الرائدة في الاستثمار في هذا المجال.
وشهدت القروض الخضراء في الصين نمواً خلال الربع الأول من عام 2024، وذلك في إطار الجهود المتواصلة لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية عالية الجودة في الصين.
وكشف تقرير إحصائي منشور عن بنك الشعب الصيني، أن إجمالي رصيد القروض الخضراء بالعملات المحلية والأجنبية وصل إلى 33.77 تريليون يوان بنهاية الربع الأول، مسجلاً زيادة بنسبة 35.1 في المئة على أساس سنوي، وبزيادة قدرها 3.7 تريليون يوان خلال الربع الأول.
وقال كبير المستشارين الأكاديميين لمعهد البحوث الدولية للتمويل الأخضر شي ييتشن: إن التوسع المطرد في نطاق الاقتصاد الأخضر أدى إلى تنامي الطلب على التمويل الأخضر، ما ساهم في تشكيل تفاعل إيجابي بين توجهات السوق وسياسات التمويل الأخضر، مشيراً إلى أن التمويل الأخضر يؤدي دوراً حيوياً في معالجة التحديات البيئية والإيكولوجية، فضلاً عن دفع إعادة الهيكلة الصناعية والتحول الأخضر على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
وأكد الخبراء أن الدعم المتزايد من قبل البنوك التجارية للتنمية الخضراء ومنخفضة الكربون خلال السنوات الأخيرة، إلى جانب التجميع التدريجي للموارد المالية بشكل منظم للقطاع الأخضر ومنخفض الكربون، سيشكل دعامة قوية لتحقيق ذروة انبعاثات الكربون والحياد الكربوني في الصين.
وقد تعهدت الصين بالوصول إلى وقف الزيادة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول 2030، والحياد الكربوني بحلول 2060، وهو ما يتطلب القضاء على نحو عشرة مليارات طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً- أي ما يُعادل ثلث الانبعاثات العالمية- بداية من عام 2030. لتصل إلى صفر انبعاثات ثاني أكسيد كربون بحلول 2060 مع معالجة أي مخرجات متبقية من خلال تكنولوجيا الالتقاط والتخزين، وذلك كجزء من الجهود الصينية لمواجهة التغير المناخي، لتلتحق بها في هذا الشأن عدة دول من بينها اليابان وجمهورية كوريا اللتان وضعتا هدف الوصول بالحياد المناخي بحلول 2050.
والطاقة الخضراء تأتي من مصادر طبيعية مثل ضوء الشمس والرياح والأمطار والمد والجزر والنباتات والطحالب والحرارة الجوفية، وقد برزت كمصطلح منذ سنوات لحل أزمة تلوث البيئة الناتج عن الانبعاثات الضارة. وخلال الثلاثين عاماً الماضية برزت العديد من التقنيات في هذا المجال، فيما يخص تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري واستبداله بالطاقة الخضراء.
وهناك أنواع عدة للطاقة الخضراء من بينها الطاقة الشمسية وهي الأبرز والأكثر انتشاراً وتتولد باستخدام الخلايا الكهروضوئية والتي تقوم بتحويل ضوء الشمس إلى كهرباء. وهناك أيضاً طاقة الرياح ويتم فيها استخدام تدفق الهواء على سطح الأرض لدفع التوربينات، وكذلك الطاقة الكهرومائية التي تتولد من خلال استخدام الطاقة الناتجة من المياه المتحركة على الأرض، والطاقة الحرارية وتنشأ من التكوين الأصلي للكوكب والانحلال الإشعاعي للمعادن وتتواجد تحت القشرة الأرضية.