محافظ الرقة لـ “داما بوست”: 14 ضحية على الأقل بانفجار لغم جنوب الرصافة
داما بوست – خاص| أكد محافظ الرقة عبد الزراق خليفة لـ داما بوست أن 14 مواطناً استشهدوا وأصيب ثمانية آخرون في حصيلة نهائية نتيجة لانفجار لغم أرضي من مخلفات التنظيمات الإرهابية بسيارة كانت تقلهم جنوب بلدة الرصافة بريف الرقة خلال بحثهم عن فطر الكمأة، في حادثة هي الأولى من نوعها ضمن محافظة الرقة منذ بداية موسم قطاف فطر الكمأة.
وبدوره أكد مدير الصحة في محافظة الرقة د.غياث حمود لـ داما بوست، أن 8 مصابين نقلوا من المنطقة التي وقعت فيها الحادثة إلى مشافي محافظة حلب ولم تتضح بعد نسبة خطورة الإصابات، مشيراً إلى أنه تم نقل عدد من جثامين الضحايا من المنطقة التي وقعت فيها الحادثة، وهي منطقة تقع في عمق البادية الجنوبية لمحافظة الرقة وشبكة الاتصالات فيها معدومة ما جعل من الحصول على إحصائية دقيقة لحجم الخسائر البشرية، وذلك حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
وسجل يوم أمس، حادثتين تعرضت من خلالهما مجموعات تنظيم داعش لـ مدنيين خلال بحثهم عن فطر الكمأة في مناطق البادية السورية، وقالت مصادر “داما بوست”، أن الحادثة الأولى كانت بالقرب من “تل سلمى”، ما أسفر عن استشهاد خمسة مدنيين يوم أمس، السبت، فيما فقد الاتصال مع مجموعة أخرى بالقرب من مدينة تدمر في اليوم ذاته، وترجح المصادر أنه قد تم اختطاف المفقودين من قبل خلايا التنظيم النشطة في البادية، ويأتي ذلك بعد أيام من استشهاد مجموعة من الأشخاص كانوا يبحثون عن “الكمأة”، بالقرب من جبل البشري في ريف دير الزور الغربي.
كما سجل يوم أمس أولى حالات الوفاة بـ انفجار لغم أرضي بين الباحثين عن الكمأة لهذه العام في بادية دير الزور، وتعد الألغام والعبوات الناسفة التي خلفتها تنظيم داعش من الأخطار التي تحيط بعملية جمع الكمأة، التي كانت قد سجلت خلال السنوات السابقة أرقام عالية من الضحايا الموزعين بين انفجار المخلفات الحربية، أو الهجمات المباشرة من قبل التنظيم، وبرغم هذه المخاطر ما تزال عملية البحث عن الفطر في موسمه واحدة من أهم مصادر الدخل بالنسبة لسكان المناطق القريبة من البادية أو المحافظات الشرقية.
وتقول مصادر أهلية لـ داما بوست، أن خطر وجود تنظيم داعش في البادية لن يمنع المدنيين من الخروج في رحلات البحث عن الفطر في موسم قطافه الذي يمتد حتى آواخر شهر نيسان من كل عام، وغالبا ما يكون ثمة مجموعات كبيرة من الأشخاص تعمل بشكل مشترك في مناطق البادية والمحافظات الشرقية بحثاً عن الفطر الذي يسجل أسعار مرتفعة خلال العام الحالي، الأمر الذي سيزيد من أعداد الباحثين عنه.
وسجل مبيع الكيلو الواحد بسعر 300 ألف ليرة في بلدة “السخنة”، قبل أسبوع من الآن، فيما يصل السعر إلى 400 ألف ليرة سورية في بعض المناطق مثل السلمية، ومن المتوقع أن يصل سعره إلى أكثر من 500 ألف في العاصمة السورية، بسبب ارتفاع تكلفة النقل، وتكاليف استخراج الكمأة التي تنبت بشكل طبيعي في البادية والمناطق المفتوحة، وتسمى بـ “بنت الرعد”، وذلك لارتباط نموها بالعواصف الرعدية التي تسجل في آواخر فصل الشتاء، وبداية فصل الربيع.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها “داما بوست”، فإن خلايا التنظيم التي تهاجم مجموعات البحث عن فطر الكمأة، تقوم بقتل المدنيين بهدف سرقة السيارات التي تكون بحوزتهم، وما يجمعوه من نبات الكمأة، ويتم تصريف المسروقات في منطقة “مخيم الركبان”، من خلال العلاقة التجارية التي لم تعد سرية بين خلايا التنظيم وما يسمى بـ جيش سورية الحرة، الموالي لقوات الاحتلال الأمريكي المتمركزة في منطقة التنف، وتؤكد المعلومات أن خلايا داعش النشطة في البادية تتخذ من مجموعة من المغر والكهوف في الأطراف الشمالية لمنطقة خفض التصعيد المعروفة باسم منطقة الـ 55 كم، والتي تحيط ببلدة التنف ومخيم الركبان، مقرات أساسية لها، الأمر الذي يجعل من القضاء على بقايا داعش في البادية السورية مسألة صعبة في ظل حماية الأمريكيين لها بشكل بات معلن.