داما بوست – مارينا منصور | أصبح الحديث عن “الدورة الشهرية” أمراً عادياً، فحدوثها أمر طبيعي لدى النساء وهو جزء من عملية استمرار الحياة على الكوكب.
وهي عبارة عن تغيرات شهرية تحدث للمرأة تهيؤها للحمل وتكوين البويضات، وتختلف مدة مكوث هذه الدورة من أنثى لأخرى، وتتراوح بين 2 إلى 7 أيام.
التغيرات المصاحبة للدورة الشهرية
تأتي الدورة الشهرية مع ألم لدى بعض الإناث، وتختلف درجته بينهن، فما سبب هذا الألم؟
يحدث الألم بسبب تمزق بطانة الرحم وخروجها على شكل دم، ويزيد الألم في فصل الشتاء بسبب غياب الشمس، ما يؤدي إلى نقص فيتامين D، كما يتأثر نشاط الغدد والتبويض.
ونقص مستويات فيتامين D تسبب اكتئاب ما يزيد حدّة الأعراض، ويؤثر البرد في زيادة انقباض الأوعية الدموية، فيتأثر تدفق الدم ويحدث مغص.
الحل يكون بزيادة التعرض للشمس في هذه الفترة، والإكثار من أكل أطعمة معينة كزيت السمك وصفار البيض، واستخدام كيس من الماء الدافئ على البطن لتحسين تدفق الدم، بالإضافة إلى تدليك منطقة أسفل البطن لـ20 دقيقة بدون ضغط شديد، ويمكن استخدام مسكنات كالباراسيتامول عند اللزوم.
قد يصاحب الدورة صداع لدى بعض النساء، ويكون صداعاً هرمونياً بسبب نقص هرمون الأنوثة “الاستروجين” في الأيام الثلاثة الأولى من الدورة.
صححي معلوماتك حول الدورة الشهرية
هناك اعتقاد قديم متداول من الجدات والأمهات يفيد بأنه لا يجب على الفتيات أن يستحموا في وقت الدورة الشهرية، لكن هذا الاعتقاد خاطئ تماماً، لأن الماء الساخن يقلل الألم الناتج عن الانقباضات، ويساعد على الاسترخاء والشعور بالنظافة.
وأيضاً من النصائح الموجهة للأنثى أثناء الدورة، ألا تجهد نفسها أبداً، لكن المشي وممارسة الرياضة يساعدان إلى حد كبير في التخفيف من الألم المصاحب للدورة الشهرية .
ويشاع أيضاً أن ألم الدورة الشديد دليل على الخصوبة، لكن الألم الشديد في فترة الدورة يعتبر دليلاً على وجود التهابات في الحوض ومشاكل أخرى يكشفها الطبيب المختص، أما المغص البسيط في منتصف الشهر يعتبر علامة على تبويض.
متى يجب أن تقلقي؟
عندما يتغيّر ألم الدورة الشهرية، فيزداد من كونه ألماً بسيطاً إلى ألم شديد يعطل الحياة، ولا تنفع معه المسكنات ولا الحقن، وقد يبدأ قبل الدورة الشهرية ويستمر خلالها.
هنا عليكِ مراجعة طبيبك وإجراء فحص إيكو، فقد يكشف ذلك عن وجود مشاكل عدة كتكيسات المبايض، أو بطانة الرحم المهاجرة إذا كان ألماً يسوء مع الوقت ويصاحبه إقياء، ففي هذه الحالة بدلاً من تمزق بطانة الرحم وخروجها على شكل سائل دموي، تهاجر وتنتقل إلى الأنابيب والمبيضين وتسبب بقعاً على المستقيم والمبيضين والقولون والمثانة، وبالنسبة للسيدات يمكن أن يكون الألم خلال العلاقة في البطن وأسفل الظهر دليلاً على ذلك.
يتم علاج بطانة الرحم المهاجرة حسب المرحلة التي وصلت إليها، فيمكن معالجة الأعراض فقط باستخدام مسكنات لتسكين الألم، أو باستخدام أقراص منع الحمل في المرحلة الأولى من 6 إلى 9 شهور، وبعدها يُقيّم الوضع مع الطبيب، أو باستخدام المنظار لإزالة البؤر المسببة للألم.
من المشكلات التي يمكن أن يدل عليها ألم الدورة الشديد أيضاً هي ضيق عنق الرحم، فيحدث ضغط وانقباضات مؤلمة يصاحبها نزول خفيف للدم “دورة ضعيفة” بسبب تضيّق عنق الرحم وعدم قدرته على السماح بمرور الدم، ويمكن حلّه بإجراء تخدير للسيدة وتوسيع عنق الرحم بموسعات، أو الانتظار لحين الحمل والولادة فيتسع لوحده، وهذا سبب قول البعض إن ألم الدورة يذهب بعد الزواج، فهذه هي الحالة المقصودة فقط، ومن الممكن ألا يزول الألم وتحتاج السيدة لتدخل جراحي.
نزف أم دورة شهرية؟
من المهم التفريق بينهما، فإذا كان الدم مستمراً لأكثر من 7 أيام، وغزيراً يغرق “الفوطة النسائية” فيتم تغييرها بفواصل متقاربة جداً، فهذا نزف، واستمراره قد يسبب فقر دم فتظهر أعراض ازدياد ضربات القلب وبرودة الأطراف، أما الدورة فتكون كمية الدماء فيها محدودة، وتأتي كل 21 إلى 35 يوم، وبموعد محدد ومنتظم.
ويحدث النزف بسبب عدم انتظام التبويض، أو وجود أورام ليفية في الرحم من الممكن أن تؤدي لسرطان، أو بسبب استعمال اللولب.