حملات دهم لـ«قسد» في ريف حلب الشرقي وتبادل اتهامات بخرق الهدنة في الشيخ مقصود والأشرفية

شهد ريف حلب الشرقي، اليوم الأربعاء 24 كانون الأول، حملات دهم واعتقال نفذتها «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، تزامنًا مع تصاعد التوتر وتبادل الاتهامات بينها وبين الحكومة الانتقالية السورية بشأن خروقات للهدنة في محيط حيّي الشيخ مقصود والأشرفية شمالي مدينة حلب.

وأفادت قناة «الإخبارية السورية» الرسمية بأن الحملات استهدفت قريتي وضحة والحايط في ريف مسكنة الشرقي، دون تقديم تفاصيل إضافية حول دوافع العملية أو عدد الأشخاص الذين جرى اعتقالهم خلالها.

وفي هذا السياق، قال مصدر عسكري تابع للحكومة الانتقالية، رفض الكشف عن اسمه لعدم تخويله التصريح لوسائل الإعلام، في حديث لـ«عنب بلدي»، إن حملات الدهم والاعتقال التي تنفذها «قسد» في ريف حلب تهدف بشكل أساسي إلى التجنيد، معتبرًا أن المنطقة المستهدفة تُعد من خطوط المواجهة ذات الأهمية الاستراتيجية.

وأوضح المصدر أن ريف مسكنة الشرقي يُصنّف منطقة حساسة عسكريًا، ما يدفع «قسد» إلى تكثيف حملاتها هناك بغرض استقطاب عناصر محلية للانضمام إلى صفوفها.

إجراءات أمنية حكومية

بالتزامن مع ذلك، نشرت وزارة الداخلية في الحكومة الانتقالية بيانًا عبر حسابها الرسمي على «فيسبوك»، قالت فيه إن قيادة الأمن الداخلي في محافظة حلب تواصل تنفيذ مهامها ضمن إجراءات أمنية مشددة، بهدف حماية المدنيين وضمان خروجهم الآمن من حيّي الشيخ مقصود والأشرفية.

وأشارت الوزارة إلى أن هذه الإجراءات تأتي في ظل ما وصفته بمحاولات من «قسد» للتضييق على الأهالي وفرض التجنيد القسري، إلى جانب ارتكاب انتهاكات تشمل الاعتداءات والمضايقات وتهديد حياة المدنيين وممتلكاتهم.

وبحسب البيان، نفذت قيادة الأمن الداخلي انتشارًا أمنيًا واسعًا في محيط المنطقة، لتأمين المدنيين وحماية الممتلكات العامة والخاصة، مؤكدة اتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من يحاول الإخلال بأمن المدينة أو تهديد سلامة السكان.

«أسايش» تتحدث عن خروقات للهدنة

في المقابل، أصدرت «قوى الأمن الداخلي» (الأسايش) التابعة لـ«قسد» بيانًا اتهمت فيه الفصائل التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية السورية بارتكاب خروقات جديدة للهدنة في محيط حيّي الشيخ مقصود والأشرفية.

وقالت «أسايش» في بيانها الصادر اليوم الأربعاء، إن هذه الفصائل نفذت خرقًا للهدنة على عدة محاور، مشيرة إلى استهداف آلية مدنية من نوع «تركس» كانت تعمل في أحد مقالع الحجارة بين منطقتي السكن الشبابي والكاستيلو، ما أدى إلى أضرار مادية فيها وتوقفها عن العمل.

وأضاف البيان أن خروقات أخرى سُجلت في محيط حي الشيخ مقصود، ولا سيما في منطقة دوار شيحان وحاجز العوارض، معتبرًا أن هذه الأعمال تمثل انتهاكًا للاتفاقيات المبرمة وتهديدًا للأمن والاستقرار في الحيين والمنطقة عمومًا.

وحمّلت «أسايش» الحكومة السورية مسؤولية هذه الخروقات، معتبرة أنها تشكل خطرًا مباشرًا على حياة المدنيين، وطالبت باتخاذ إجراءات فورية لوقفها وضمان التزام جميع الأطراف بالهدن والاتفاقات الموقعة.

رواية حكومية مقابلة

ردًا على ذلك، قال مصدر عسكري لموقع عنب بلدي إن الخروقات التي جرى الحديث عنها بدأت من جانب «أسايش»، مؤكدًا أن القوات الحكومية لم تبادر إلى التصعيد.

وأوضح المصدر أن عناصر «أسايش» اعتدوا في البداية على مواقع تابعة للقوات الحكومية، ما دفع الأخيرة إلى الرد، مشيرًا إلى أن ما جرى لاحقًا جاء ضمن هذا السياق ودون نية لتوسيع الاشتباكات.

هدوء حذر ونزوح محدود

ميدانيًا، شهدت مدينة حلب هدوءًا نسبيًا منذ مساء الاثنين 22 كانون الأول، عقب اشتباكات وقصف متبادل بين قوات «الأسايش» والجيش السوري، تركزت في محيط حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، إضافة إلى دواري الليرمون وشيحان شمالي المدينة.

وذكرت قناة «الإخبارية السورية»، نقلًا عن مديرية صحة حلب، أن حصيلة استهداف الأحياء السكنية ارتفعت إلى أربعة قتلى وتسعة مصابين.

وبحسب مراسل «عنب بلدي»، شهد حيّا الشيخ مقصود والأشرفية، منذ صباح الثلاثاء 23 كانون الأول وحتى اليوم، حركة نزوح متقطعة لبعض الأهالي باتجاه أحياء أكثر هدوءًا، في ظل مخاوف من تجدد الاشتباكات واتساع رقعتها.

وأشار المراسل إلى أن حالة من القلق والترقب تسود بين السكان، مع خروج عائلات من مناطق التماس، ولم تقتصر حركة النزوح على الحيين، بل امتدت إلى أحياء قريبة مثل حي الشيخ طه، حيث غادرت بعض العائلات منازلها بشكل احترازي خشية عودة التصعيد أو تعرض المنطقة للقصف.

إقرأ أيضاً: تصعيد إسرائيلي في القنيطرة: توغلات واختطاف شابين

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.