انتشار الكلاب الشاردة في محيط دمشق يثير مخاوف السكان ويهدد السلامة العامة

يشهد محيط العاصمة دمشق، ولا سيما المناطق التي تعرضت لعمليات عسكرية خلال سنوات الحرب، تزايدًا ملحوظًا في أعداد الكلاب الشاردة داخل التجمعات السكنية، ما تسبب بحالة قلق متصاعدة بين الأهالي، خاصة مع عودة بعض السكان إلى هذه المناطق بعد سنوات من النزوح.

وتحوّلت هذه الظاهرة إلى مشكلة يومية تؤرق السكان، إذ تعيق حركتهم في ساعات الصباح الباكر وأوقات الليل، وتشكّل خطرًا صحيًا ونفسيًا، لا سيما على الأطفال والطلاب.

مخاطر صحية ونفسية متزايدة:

يحذر سكان من خطر انتقال أمراض خطيرة مثل داء الكلب، إلى جانب الآثار النفسية الناجمة عن الضجيج الليلي ونوبات النباح المستمرة، التي تسببت بحرمان كثير من العائلات من النوم، وزيادة حالات الخوف لدى الأطفال أثناء توجههم إلى المدارس.

شهادات من السكان: خوف يومي ومعاناة مستمرة:

تقول أمل الخطيب، وهي موظفة حكومية من سكان مخيم اليرموك لجريدة “عنب بلدي”، إن خروجها اليومي إلى العمل في السابعة صباحًا بات محفوفًا بالخوف، بسبب انتشار الكلاب الشاردة في الشوارع في ساعات الصباح المبكرة.

وتوضح أن طفلها الصغير، الذي تضعه في الروضة، يعاني من حالة رعب شديدة أثناء الطريق، إضافة إلى الأصوات المزعجة للكلاب ليلًا قرب منزلهم، ما يؤثر على نوم العائلة.

وتشير الخطيب إلى أن قيام بعض السكان بإطعام الكلاب قرب المنازل يشجعها على البقاء داخل الأحياء السكنية، مطالبة بإبعادها عن المناطق المأهولة، مؤكدة في الوقت نفسه رفضها لقتل الكلاب أو تسميمها لأسباب إنسانية.

من جهتها، تقول مرام مسعود، من سكان منطقة الحجر الأسود، إن أعداد الكلاب في منطقتها كبيرة جدًا وتزداد باستمرار بسبب التكاثر غير المسيطر عليه.

وتضيف أنها تضطر لمرافقة ابنتها إلى المدرسة الثانوية يوميًا، خوفًا من تعرضها لهجوم، مشيرة إلى أن الكلاب تنام فوق السيارات ليلًا وتقفز على المارة صباحًا.

وترى مسعود أن عدم انتظام إطعام الكلاب من قبل بعض الأشخاص يجعلها أكثر عدوانية، لافتة إلى أن تجمعها تحت نوافذ منزلها غير المكتمل الترميم يضخم الأصوات ويضاعف حالة الخوف لدى أطفالها.

وطالبت بإيجاد حل جذري وآمن يضمن سلامة السكان دون إلحاق الأذى بالكلاب.

بدوره، يرفض أحمد العلي، من سكان يلدا بريف دمشق، فكرة تسميم الكلاب، مقترحًا نقلها إلى جمعيات مختصة برعاية الحيوانات.

وأشار إلى أن مناطق مهجورة منذ أكثر من 13 عامًا تحولت إلى بيئة مناسبة لتجمع الكلاب، موضحًا أن الكلاب غالبًا ما تبتعد عن الأحياء فور عودة السكان إليها، وأن إيذاء الأطفال للكلاب أحيانًا يسهم في تصاعد سلوكها العدواني.

وزارة الصحة: استراتيجية جديدة للحد من أعداد الكلاب الشاردة:

أكد المكتب الإعلامي في وزارة الصحة السورية لـ “عنب بلدي” أن الوزارة اعتمدت منذ بداية العام الجاري استراتيجية جديدة للتعامل مع الكلاب الشاردة، تقوم على:

1- التقاط الكلاب من الشوارع

2- إجراء عمليات تعقيم (إخصاء)

3- تلقيحها ضد داء الكلب

4- إعادتها إلى أماكنها بدلًا من قتلها

وأوضح المكتب أن هذه الإجراءات تحد من تكاثر الكلاب وتُسهم في الوقاية من داء الكلب عبر رفع المناعة الجماعية.

مراكز داء الكلب والإجراءات الوقائية:

أشار المكتب الإعلامي إلى أن عدد مراكز داء الكلب في سوريا بلغ 34 مركزًا، مع التحضير لافتتاح ثلاثة مراكز إضافية.

وبيّن أن قتل الكلاب لا يقطع سلسلة انتقال العدوى، بسبب سوء التعامل مع الجثث، فضلًا عن أن القتل يزيد من عدوانية الكلاب ويعرض السكان لهجمات أشد.

ونصحت وزارة الصحة السكان بـ:

1- عدم الاقتراب من الكلاب أو مهاجمتها

2- تجنب الاقتراب من الكلاب التي لديها جراء

3- التوجه فورًا إلى أقرب مركز صحي عند التعرض لعضة كلب

وأكدت توفر كوادر مدربة لتقييم الحالة وتقديم اللقاح أو المصل المضاد عند الحاجة.

إقرأ أيضاً: الصحة السورية تؤكد: لا جائحة كبد وبائي.. وداء الكَلَب يفتك بثمانية سوريين

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.