تدهور البنية التحتية في مدينة تدمر.. أزمة الكهرباء تتفاقم بعد عودة الأهالي المهجرين
مع مرور ما يقارب العام على سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، لا تزال مدينة تدمر السورية تواجه أزمة حادة في الخدمات الأساسية، خصوصًا الكهرباء، حيث ازدادت المشكلات بعد عودة الأهالي المهجرين إلى المدينة، ما زاد الضغط على البنية التحتية المنهكة.
شبكة كهرباء منهكة لا تلبي احتياجات السكان:
كشف تقرير صادر عن شبكة تدمر الإخبارية أن المدينة تعاني من أعطال متكررة وانقطاعات مستمرة في الكهرباء، نتيجة احتراق محولات ومراكز تحويل بسبب الضغط الزائد على الشبكة القديمة.
وأشار التقرير إلى أن المدينة تعتمد حاليًا على 10 مراكز تحويل كهربائي فقط، مقارنة بـ73 مركزًا قبل الثورة، ما يعني أن الشبكة الحالية تغطي أقل من ربع احتياجات السكان.
وأوضح التقرير أن الكابلات الألمنيوم العارية والخطوط العاملة بنظام “فاز ونتر” جعلت الشبكة غير قادرة على مواجهة ارتفاع الأحمال أو الظروف المناخية، بينما تعتمد الإصلاحات الحالية على تقسيم التغذية وتخفيف الأحمال، وهو حل مؤقت لا يفي باحتياجات المواطنين.
تزايد الطلب مع دخول فصل الشتاء:
مع بداية الشتاء، ارتفع استخدام المدافئ الكهربائية في المنازل، ما أدى إلى احتراق محولات إضافية نتيجة الضغط الزائد، فيما حذرت مصادر من مديرية كهرباء تدمر من أن استمرار الوضع على هذا النحو قد يؤدي إلى انهيار كامل للشبكة الكهربائية.
نقص المواد والكوادر يفاقم الأزمة:
تعاني المديرية من نقص حاد في الكابلات والمحولات والكوادر الفنية المؤهلة، ما يجعل أي حل محلي محدودًا ومرتبطًا بالإمكانيات المتاحة.
وأكد فنيون في المديرية أن الحل الجذري يحتاج إلى إعادة هيكلة كاملة للشبكة الكهربائية في تدمر من حيث التخطيط والتنفيذ واستبدال الكابلات والمحولات، مشددين على أن المبادرات والتبرعات الأهلية لا تكفي لمعالجة المشكلة البنيوية.
مطالبات بالتدخل الحكومي العاجل:
طالب أهالي تدمر وزارة الطاقة السورية ومديرية كهرباء حمص بالتدخل السريع لتعزيز الشبكة الكهربائية، مع استبدال الكابلات المتهالكة وتركيب محولات جديدة لتجنب انقطاع الكهرباء الشامل.
كما أثار تجربة بعض المحافظات في توصيل الكهرباء لـ48 ساعة متواصلة تساؤلات حول قدرة الحكومة على تحمل الضغط الكهربائي في المدن الأكثر تضررًا، ومدى اهتمامها بتغطية كل المناطق المتأثرة.
وتواجه مدينة تدمر أزمة كهرباء حادة بعد عودة المهجرين، في ظل شبكة كهربائية منهكة وغياب الدعم الحكومي الكافي، ما يهدد استقرار الخدمات الأساسية ويضاعف معاناة السكان. ويبدو أن أي تحسن حقيقي للبنية التحتية يتطلب تدخلًا حكوميًا عاجلًا واستثمارات كبيرة لإعادة هيكلة شبكة الكهرباء بالكامل.
إقرأ أيضاً: غضب شعبي في سوريا بعد قرار رفع أسعار الإنترنت والكهرباء
إقرأ أيضاً: إدلب تواجه أزمة غير مسبوقة في الرنين المغناطيسي: انتظار طويل ومعاناة للمرضى