“جينيسيس” تطلق سباق الذكاء الاصطناعي: خطة ترامب الاستراتيجية بحجم مشروع مانهاتن

السباق نحو القوة العظمى الجديدة: ما هي “مهمة جينيسيس” ولماذا تقارن بالسلاح النووي وسباق الفضاء؟

تستعد الولايات المتحدة لإطلاق ما قد يكون أهم مشروع تكنولوجي في تاريخها الحديث. فخلال الساعات المقبلة، ينتظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إطلاق “مهمة جينيسيس” (Genesis Mission) كجزء من أمر تنفيذي جديد. هذه المهمة، التي ستستهدف تعزيز جهود تطوير الذكاء الاصطناعي، يتم التعامل معها في واشنطن على أنها مشروع استراتيجي بحجم مشروع مانهاتن (القنبلة الذرية) وسباق الفضاء!

لماذا الاهتمام الأمريكي بهذا الحجم؟

إن المقارنة بين الذكاء الاصطناعي وتطوير السلاح النووي أو سباق غزو الفضاء، تعكس قناعة أمريكية راسخة بأن الذكاء الاصطناعي هو المكون الحاسم لمستقبل القوة الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية للبلاد، ويتطلب استثماراً وطنياً ضخماً وغير تقليدي.

البداية والأسس: ما الذي تعنيه “جينيسيس”؟

كلمة “Genesis” تعني “البداية” أو “التكوين”، وهو ما يلخص جوهر المهمة: وضع الأسس والبنية التحتية اللازمة لضمان ريادة أمريكا في سباق الذكاء الاصطناعي لعقود مقبلة. وتُعدّ هذه المهمة جزءاً محورياً من استراتيجية أوسع تُعرف بـ “خطة عمل الذكاء الاصطناعي” الأمريكية.

التوقعات تشير إلى أن المهمة ستكون بمثابة “معادلة” استراتيجية، تُوجّه بشكل أساسي إلى المختبرات الوطنية لحثها على بذل المزيد من الجهود في التقنيات الناشئة، مع توصيات بإنشاء شراكات قوية بين القطاعين العام والخاص.

ثلاثة ركائز للريادة الأمريكية:

يتوقع المحللون أن تقوم مهمة “جينيسيس” على ثلاثة ركائز أساسية لضمان التفوق:

تطوير قوة حاسوبية سيادية ضخمة عبر المختبرات الوطنية.

دعم بناء نماذج ذكاء اصطناعي أساسية متقدمة.

خلق بيئة تنظيمية مرنة تخفّف القيود عن عمالقة التكنولوجيا (مثل OpenAI وميتا وألفابت).

هذا النموذج الهجين يهدف إلى دمج الموارد الحاسوبية الهائلة للمختبرات الوطنية (مثل أرغون ولورنس ليفرمور) مع كفاءة القطاع الخاص في التطبيق، لضمان تسريع انتقال الابتكارات من البحث إلى السوق وتجنب “بيروقراطية الحكومة”.

سلاح صيني حاسم: سباق محموم يهدد العرش الأمريكي

الهدف الأمريكي من مهمة “جينيسيس” مزدوج وواضح:

أولاً، قطع الطريق أمام الصين قبل أن تصل إلى مرحلة النضوج الكامل في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وثانياً، عرض نموذجها التكنولوجي المتقدم أمام الحلفاء الأوروبيين والآسيويين لتبني خدماتها.

ويُدرك ترامب أن التشتت التشريعي بين الولايات يهدد ريادة البلاد. لذلك، يُنتظر أن يتضمن الأمر التنفيذي الموازي تلويحاً بمقاضاة الولايات التي تسن تشريعات “متشددة” ضد الذكاء الاصطناعي أو تقليص التمويل عنها، لإجبارها على تبني “معيار فيدرالي موحد” يضمن لشركات الذكاء الاصطناعي النمو بسرعة دون قيود محلية. فالإدارة ترى أن القيود المفرطة تخنق الابتكار وتدفع الشركات للهروب.

في النهاية، تمثل “مهمة جينيسيس” آلية تنفيذية رسمية لبناء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي تفوق قدرات السوق التجارية بكثير، معززة بذلك ريادة الولايات المتحدة في سباق الأمن القومي والتفوق التكنولوجي العالمي.

إقرأ أيضاً : غوغل تطلق “جيميني 3” وتقفز بسباق الذكاء الاصطناعي إلى مستوى جديد

إقرأ أيضاً : بين التسلية والخطر: أسباب حظر لعبة روبلوكس في دول عربية وعالمية

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

 

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.