“موازنة 2025” أرقام “وهمية” لا تُسمن ولا تُغني من جوع.. هل سقطت زيادة الرواتب سهواً؟

داما بوست _ كاترين الطاس | حدد المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي في رئاسة الوزراء الاعتمادات الأولية لمشروع الموازنة العامة للدولة لعام 2025 بمبلغ 52.6 مليار ليرة سورية، موزّعة على 37 ألف مليار للإنفاق الجاري و15.6 ألف مليار للإنفاق الاستثماري، بنسبة نمو 48% مقارنة بموازنة عام 2024.

ومنذ الإعلان عن الموازنة والتي تعتبر الأضخم في تاريخ سوريا، بدأ خبراء الاقتصاد بانتقادها، مشيرين إلى أنها مجرد أرقام وهمية، وخاصة مع تراجع قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، بالإضافة لافتقارها إلى منهجية محاربة البطالة ومعالجة التضخم، كما أنها لم تتضمن أيضاً زيادة أجور أو بوادر لتحسين المستوى المعيشي للمواطن.

وفي هذا السياق، كشف الدكتور في كلية الاقتصاد “سامر أبو عمار” في تصريح خاص لـ “داما بوست” عن نقاط الضعف في موازنة 2025، قائلاً: “تم الإعلان عن الموازنة المالية العامة للدولة لعام 2025 بمبلغ 52.6 مليار ليرة سورية وهي بالفعل الأضخم في تاريخ سوريا، ولكن بالأسعار الجارية وليس بالأسعار الحقيقية.”

وتابع: “حيث بلغت قيمتها الحقيقية حوالي 3.9 مليار دولار بسعر صرف المصرف المركزي وهي لا تشكل سوى 16% من موازنة 2012 والتي بلغت آنذاك حوالي 24.1 مليار دولار، في حين بلغت بالليرات السورية حوالي 1326 مليار ليرة سورية، وهذا يوضح حجم التضخم النقدي الحاصل بسبب الأزمة التي عصفت بالاقتصاد السوري خلال الثلاثة عشر سنة الماضية.”

وأضاف: “وهنا لابد أن نقول أنه ليس هناك أي أهمية لحجم الموازنة بالقيمة النقدية بالليرات السورية، إذ لابد من الأخذ بعين الاعتبار القيمة الحقيقية لهذه الموازنة وماذا يمكنها أن تغطي من قيم حقيقية عند توزيعها على الإنفاق الجاري والإنفاق الاستثماري، وهل لهذه القيم قوة فاعلة في تحريك الاقتصاد وإدارة عجلته لتحقيق مؤشرات نمو حقيقية، وهل ستنعكس على مؤشرات التنمية الاجتماعية والتنمية البشرية،” مشيراً إلى أننا نحتاج الكثير والكثير جداً من أجل الوصول إلى ذلك.

وأكمل: “ولابد أيضاً من التساؤل حول مصادر تمويل هذه الموازنة لما لها من أهمية في عكس السياسة الاقتصادية المستقبلية للحكومة الجديدة، وما إذا كانت هذه المصادر ناتجة جراء عمليات إنتاج حقيقية أم هي جباية أموال أو تمويل بالعجز.”

وختم حديثه بالقول: “كثيرة هي الأسئلة التي ترد إلى الحكومة لمعرفة مستقبل سوريا الاقتصادي خلال الأعوام القادمة، وأكثر ما يهمنا هو كيف ستنعكس هذه الأرقام على معيشة المواطن السوري؟.”

اقرأ أيضاً: “الأخطاء الطبية” تُحوِّل المشافي إلى “مقابر”.. متى ينتهي هذا الكابوس؟

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...