العلاقات الاجتماعية: ليس مجرد دعم نفسي، بل درع ضد السكري!

هل فكرت يومًا أن قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة قد يكون له فوائد تفوق مجرد تحسين المزاج؟ دراسات حديثة تكشف أن العلاقات الاجتماعية القوية ليست مجرد عامل للراحة النفسية، بل هي سلاح قوي لمكافحة الأمراض المزمنة، وفي مقدمتها مرض السكري.

الوحدة: خطر لا يمكن تجاهله
لقد أصبحت العزلة والشعور بالوحدة من عوامل الخطر الصحية الكبرى، خاصة بعد أن ألقت جائحة كورونا بظلالها على العالم. الأبحاث تشير إلى أن الانقطاع عن المجتمع لا يسبب الاكتئاب فحسب، بل يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة. هذه النتائج تحمل أهمية خاصة عند كبار السن، الذين غالبًا ما يكونون الأكثر عرضة للعزلة.

دراسة حديثة تكشف عن ارتباط صادم
في مؤتمر ENDO 2025 الأخير في سان فرانسيسكو، كشفت دراسة جديدة عن نتائج مثيرة للقلق: كبار السن الذين يعيشون في عزلة اجتماعية يواجهون خطرًا أكبر بنسبة 34% للإصابة بمرض السكري. وليس هذا فقط، بل إنهم أكثر عرضة بنسبة 75% لضعف السيطرة على مستويات السكر في الدم، مقارنة بمن يتمتعون بعلاقات اجتماعية قوية.

اعتمدت هذه الدراسة على بيانات أكثر من 3800 شخص تتراوح أعمارهم بين 60 و84 عامًا، وتم تأكيد الارتباط بين العزلة وارتفاع خطر السكري حتى بعد الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى مثل الدخل، والتدخين، ومؤشر كتلة الجسم.

كيف تؤثر الوحدة في صحة الجسم؟
ما يزال العلماء يحاولون فهم الآلية الدقيقة لهذا الارتباط، لكن النظريات ترجح أن الوحدة ترفع مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، والتي بدورها تؤدي إلى ارتفاع سكر الدم وزيادة مقاومة الجسم للأنسولين، مما قد يؤدي في النهاية إلى الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

بالإضافة إلى ذلك، يميل الأشخاص الذين يعانون من الوحدة إلى اتباع عادات حياتية غير صحية، مثل سوء التغذية، وقلة النشاط البدني، والتدخين، وكلها عوامل تزيد من خطر السمنة والسكري.

العلاقات الاجتماعية: ركيزة أساسية للصحة
الرسالة واضحة: العلاقات الاجتماعية ليست مجرد رفاهية، بل هي جزء أساسي من خطة العناية بالصحة. في حين أن التمارين الرياضية، والتغذية السليمة، والأدوية ضرورية، فإن الرعاية الاجتماعية يجب أن تحصل على نفس القدر من الأهمية، خاصة لدى كبار السن.

وتشكل الاستشارات الطبية والنفسية عن بعد فرصة مثالية للتغلب على العزلة، وتقديم الدعم الضروري لمن يحتاجه. فهل ستكون هذه النتائج حافزًا لك للتواصل أكثر مع من حولك؟

إقرأ أيضاً : هل تعرف حقاً كيف تقيس ضغط دمك؟ إليك ما يجب أن تعرفه.

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.