التنمر ليس قضية الضحايا فقط: دراسة تكشف أن “المشاهدين” يتأثرون بيولوجياً وعصبياً.
صدمة المشاهدة: دراسة تكشف أن “المتفرجين” على التنمر يتأثرون مثل الضحايا!
لطالما اعتبرنا التنمر مشكلة تخص ضحاياه فقط، لكن دراسة حديثة كشفت عن وجه آخر وأكثر خطورة لهذه الظاهرة: مجرد مشاهدة التنمر يمكن أن يضر صحتك. هذه الدراسة، التي نشرتها الجمعية البريطانية لعلم النفس، تنقل النقاش حول التنمر من كونه مجرد قضية اجتماعية إلى مسألة صحة عامة وعلم أعصاب.
الدماغ يعلن حالة الطوارئ
ركزت الدراسة على قياس استجابات أدمغة مراهقين وبالغين أثناء مشاهدتهم مقاطع فيديو تحاكي مواقف تنمر. كانت النتائج مذهلة: أدمغة المشاهدين أظهرت استجابات عصبية وعاطفية مشابهة لتلك التي يمر بها الشخص الذي يتعرض للتنمر. وصف الباحثون هذه الاستجابة بأنها “حالة إنذار ضارة”، تؤثر على الصحة النفسية والجسدية.
لم تتوقف النتائج عند هذا الحد. فقد أظهرت قياسات حركة العين وحجم بؤبؤ العين للمشاركين أن مشاهد التنمر تثير انتباهاً واستجابات عاطفية أقوى بكثير من التفاعلات الإيجابية. هذا يعني أن الدماغ يتعامل مع التنمر كتهديد مباشر، حتى لو لم يكن الشخص في خطر حقيقي.
تأثير التنمر الإلكتروني في تزايد
في سياق متصل، أظهرت دراسة لمنظمة الصحة العالمية أن واحدًا من كل 6 أطفال في سن الدراسة يتعرض للتنمر الإلكتروني. وبينما بقيت معدلات التنمر التقليدي مستقرة، شهد التنمر الإلكتروني ارتفاعًا ملحوظًا، خاصة بين الفتيان والفتيات، مما يعكس تزايد الرقمنة في حياة الشباب.
خطر بيولوجي وعصبي يهدد الجميع
أكد الباحثون أن هذه “الحالة المستمرة من الإنذار” التي يسببها التنمر، سواءً كان الشخص ضحية أو مشاهدًا، تشكل خطراً على الصحة النفسية والجسدية. فالتنمر لا يترك آثارًا نفسية قصيرة المدى فقط، بل يمتد تأثيره ليزيد من احتمالات الإصابة بالقلق، الاكتئاب، واضطرابات الجسد-النفس. كما أن الدماغ الذي سبق له تجربة التنمر يصبح أكثر حساسية واستعدادًا لإطلاق هذا الإنذار الداخلي عند مواجهة مواقف مشابهة.
دعوة عاجلة لإعادة التفكير في مكافحة التنمر
تؤكد هذه النتائج أن التنمر ليس مجرد سلوك اجتماعي سلبي، بل هو قضية صحة عامة. ويرى الباحثون أن هذه الدراسة يجب أن تدفع المدارس والمسؤولين إلى إعادة النظر في برامج مكافحة التنمر، لأن الأمر لم يعد يقتصر على حماية الضحايا المباشرين، بل يمتد ليشمل بيئة كاملة من الطلاب الذين يتأثرون عصبياً بمجرد مشاهدة التنمر.
إقرأ أيضاً: التنمّر المدرسي: ظاهرة عالمية تتطلب تكاتفاً مجتمعياً
حساباتنا: فيسبوك تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام