ارتباك في المدارس السورية بسبب تأخر تكليف المدرّسين
مع انطلاق العام الدراسي الجديد في سوريا، تواجه العديد من المدارس حالة من الفوضى نتيجة تأخر صدور قرارات تكليف المدرّسين، رغم استكمالهم للأوراق المطلوبة وتقديمها إلى مديريات التربية المعنية. ويأتي ذلك في وقت تشهد بعض المناطق عودة واسعة للنازحين والمهجّرين، ما زاد الضغط على المؤسسات التعليمية وأدى إلى ارتباك واضح في العملية التدريسية.
تأخير في التعيينات وتشكك الأهالي
في ريف حمص الشمالي، يؤكد المدرّس حسين طعمة أن تأخر التعيينات يعود إلى بطء مديرية التربية في إنجاز التشكيلات، بسبب وجود حالات متراكمة لمدرّسين منقولين وآخرين مفصولين أو متعاقدين بالوكالة. ويرى أن هذا التأخير انعكس سلبًا على الطلاب الذين أصيبوا بالملل، وأفقد الأهالي الثقة بالإجراءات المتبعة.
ويشير طعمة إلى أن المدرّسين يطالبون براتب منصف وقوانين تحافظ على كرامتهم، لافتًا إلى أن المدارس تعاني من نقص حاد في المقاعد والألواح، إضافة إلى سوء تجهيز دورات المياه. أما الاكتظاظ داخل الصفوف فيزيد من تفاقم المشكلات ويؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي.
طلاب بلا شعب دراسية
عدد من سكان ريف حمص الشمالي تحدثوا عن ارتباك يومي يعيشه الطلاب، حيث يتوجه بعضهم إلى المدارس دون معرفة الشعب الصفية المخصصة لهم أو اسم المعلّم المسؤول. ويُعزى ذلك إلى تأخر إعادة المفصولين إلى عملهم وعدم اكتمال عملية فرز المعلّمين.
نقص الكوادر في ريف اللاذقية
في ريف اللاذقية، يقول المدرّس عبد الرزاق الأحمد إن المدارس تواجه ضغطًا كبيرًا بسبب ارتفاع أعداد الطلاب مع عودة النازحين، وسط نقص في الكادر التعليمي. ويوضح أن بعض المدرّسين استقالوا فيما عاد آخرون من المفصولين من دون صدور قرارات رسمية بتوزيعهم أو تكليفهم بالدوام الفعلي، وهو ما يترك العملية التعليمية في حالة انتظار.
احتجاجات في ريف حلب
أما في منطقة عفرين، فيوضح المدرّس ياسر الفضل أن المدارس كانت تعاني سابقًا من اكتظاظ شديد وصل في بعض الصفوف إلى 80 طالبًا، ما دفع للاستعانة بمدرّسين من خارج ملاك التربية وحتى من غير المختصين. ويقول إن عودة النازحين إلى مناطقهم ساعدت نسبيًا في تخفيف الضغط، لكن المشكلة تكمن اليوم في تجاهل المدرّسين الذين عملوا لسنوات طويلة لتغطية العجز، إضافة إلى التأخير المستمر في إلحاق الكوادر بمدارسهم، الأمر الذي دفع إلى تنظيم وقفات احتجاجية ورفع مطالب إلى وزارة التربية ومديرية تربية حلب.
إشكالات في توزيع المقاعد
مدرّس آخر من ريف حمص، فضّل عدم ذكر اسمه، انتقد ما وصفه بـ “الأخطاء الإدارية” في بعض المجمعات التربوية، حيث يتم نقل مقاعد مدرسية من مدارس مجهّزة إلى أخرى تعاني نقصًا، ما يؤدي إلى خلق فجوات جديدة مع تزايد أعداد الطلاب. وأكد أن الحل يكمن في توفير تجهيزات إضافية ضمن خطة دائمة بدلًا من الحلول المؤقتة.
أرقام تعكس حجم التحديات
وبحسب بيانات وزارة التربية السورية، فإن نحو 7,900 مدرسة من أصل 19,400 تعرضت لدمار جزئي أو كلي منذ بداية الحرب، بينما التحق نحو 4 ملايين طالب بالمدارس المتاحة مع بدء العام الدراسي 2025-2026 في 21 سبتمبر/أيلول الجاري.
هذا الواقع يعكس حجم التحديات التي تواجه القطاع التعليمي في البلاد، وسط مطالب ملحّة بقرارات عاجلة من وزارة التربية ومديرياتها لإعادة الاستقرار إلى العملية التعليمية وتأمين الحد الأدنى من احتياجات المدرّسين والطلاب على حد سواء.
اقرأ أيضاً:أقساط المدارس الخاصة في سوريا تتجاوز السقوف المحددة وسط غياب الرقابة الحكومية