“اليوم السابع”: مسرحية سورية تغوص في أعماق العقل البشري
في فضاء مظلم لا يحده زمان ولا مكان، يقيم الدكتور إكس مختبره السري، ليصبح العقل البشري مادة لتجربة نفسية قاسية.
هذا هو عالم مسرحية “اليوم السابع”، العمل الجديد الذي أخرجه وكتب فكرته المبدع السوري كفاح الخوص.
وعُرض في دمشق ليقدم مواجهة صريحة مع هشاشة النفس البشرية ومفاهيم الجريمة والعدالة
أربع حكايات تحت مجهر القلق
يجمع الدكتور إكس أربع أرواح مهمشة، ليخضعها لستة أيام من التلاعب النفسي والعزلة. كل منهم يحمل عبئاً من الماضي يجعله عرضة للانهيار:
مراد: شاب باع كليته بسبب الحاجة، ويعيش هاجس الانتقام.
سلوى: طفولة مثقلة بالقسوة، تحمل في ذاكرتها فكرة القتل كحقيقة موازية.
حميد: يترنح في اضطراب نفسي بسبب ذكرى والدته الغائبة ووالده القاسي، ويؤجج في داخله رغبة الانتقام.
سعيد: يحاول الاحتماء بالسخرية، لكنه يجد جدران ذاته تتصدع تدريجياً.
يُحوّل كفاح الخوص هذه الحكايات الفردية إلى مونودرامات متجاورة تتقاطع وتتشابك، ليخلق كيمياء مسرحية متينة على الرغم من بساطة أدوات الديكور والإضاءة.
اليوم السابع: ذروة الاختبار والانكشاف
يمتد العمل على سبعة أيام، تمثل مراحل تفكك ومواجهة. ومع تصاعد الأحداث، تتحول الجريمة إلى سؤال وجودي، ويذوب الحد الفاصل بين القاتل والضحية.
ويستند العرض إلى اللهجة السورية المحكية، مع سرد بصري مكثف: فيديوهات أرشيفية، إضاءة متقلبة، وهمسات صوتية خانقة، جميعها تدفع الجمهور إلى مساءلة مفاهيم العدالة والعقاب.
وفي اليوم السابع، ذروة الاختبار، تتفجر لحظة اعتراف كبرى تقلب فيها أدوار السلطة، ويُعاد فيها تعريف الذنب في أعمق زوايا النفس البشرية، بعيداً عن أروقة المحكمة.
“اليوم السابع” ليست مجرد قصة عن جريمة وعقوبة، بل هي مواجهة قاسية مع هشاشة الإنسان حين يُجبر على النظر في مرآة ذاته العارية، حيث لا مهرب من الحقيقة.
العرض من بطولة: أحمد ناصيف، مفيدة البزرنجي، سامر السمان، عبادة العبود، وريان الخوص.
والفكرة والإخراج لـ كفاح الخوص، وبإشراف عام من عجاج سليم.
إقرأ أيضاً: “التغريبة الفلسطينية”: حين يصبح الفن مرآة للتاريخ.. مراجعة نقدية بناءة
إقرأ أيضاً: يارا صبري تكشف عن الوضع الصحي لوالدها وتصف زوجها بـ”رفيق الدرب”