بين الضغط الأميركي ومكاسب ترامب.. هل تُرفع عقوبات “قيصر” مقابل اتفاق سوري-“إسرائيلي”؟
تتجه الأنظار إلى الملف السوري في ظل تصاعد الحديث عن اتفاق أمني محتمل بين دمشق و”إسرائيل”، تدفعه واشنطن بقوة.
وتطرح الولايات المتحدة ملف العقوبات الاقتصادية، وخاصة “قانون قيصر”، كورقة ضغط ومساومة في مسار التفاوض، مقابل دفع دمشق نحو خطوات تتعلق بالتطبيع والعلاقات مع “إسرائيل”.
في خضم هذا المشهد السياسي المعقد، تتقاطع تصريحات مسؤولين أميركيين مع تحليلات باحثين وصحفيين، لتكشف عن دوافع دبلوماسية يتداخل فيها البعد الشخصي للرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الحسابات الإقليمية والدولية.
واشنطن تضع خارطة طريق للتطبيع
كشفت تقارير إخبارية أنّ الرئيس الأميركي ترامب طلب في لقائه الأول مع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، انضمام دمشق إلى “اتفاقيات إبراهيم” وتطبيع العلاقات مع “إسرائيل” مقابل تخفيف العقوبات.
كما ضغطت واشنطن على سوريا للتوصل إلى اتفاق قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهو ما نفاه الشرع مؤكداً أن الولايات المتحدة تلعب دور الوسيط فقط.
وفي هذا السياق، صرح السيناتور ليندسي غراهام بأنه يتوقع من دمشق “الانضمام رسمياً للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش والتقدم نحو اتفاق أمني جديد مع “إسرائيل” كشرط لدعمه إلغاء عقوبات “قيصر” بشكل دائم.
وأشار نائب وزير الخارجية الأميركي كريستوفر لانداو إلى أنّ لقاءه مع وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية السورية أسعد الشيباني جرى لمناقشة “مستقبل سوريا، والعلاقات السورية-“الإسرائيلية”، والفرص الاقتصادية، ومكافحة الإرهاب”
الخبراء: العقوبات أصبحت ورقة مساومة
أوضح الكاتب والصحفي المقيم في الولايات المتحدة شعبان عبود، في حديثه لـ موقع “الترا سوريا”، أن واشنطن تستخدم العقوبات كورقة ضغط سياسي، تحولت من مجرد وسيلة لمعاقبة النظام السابق إلى أداة تفاوضية لدفع الإدارة السورية الجديدة نحو توقيع اتفاق أمني مع “إسرائيل”.
وأضاف أن رفع العقوبات قد يُطرح كـ”هدية أميركية” مقابل هذا الاتفاق.
من جانبه، قال الباحث الدكتور سمير التقي إن “إسرائيل” لم تعد عملياً تريد السلام مع العرب، بل كل ما تريده هو الاستيلاء على الأرض وفرض “سلامها” بقوة السلاح.
وشدد التقي على أنه يجب على دمشق التأكيد على اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974، باعتباره الأساس لأي تفاهمات
دمشق أمام معادلة صعبة
يظهر من مجمل التصريحات والتحليلات أن واشنطن تضع ملف الاتفاق مع “إسرائيل” في صدارة شروطها لرفع العقوبات عن دمشق.
وبينما تسعى إدارة ترامب إلى تحقيق اختراق دبلوماسي يُسوَّق كإنجاز انتخابي وشخصي، تبدو سوريا أمام معادلة صعبة: إما الاستجابة للضغوط مقابل رفع العقوبات، أو التمسك بمقاربات أكثر تحفظاً.
ويبقى السؤال: هل تنجح دمشق في تحويل التلهف الأميركي إلى فرصة لتحصيل شروط أفضل، أم أنّ الكفة ستبقى راجحة لصالح الضغط “الإسرائيلي” ــ الأميركي المشترك؟
اقرأ أيضاً:مساعٍ حثيثة لعقد قمة ثلاثية مرتقبة بين الشرع ونتنياهو وترامب في البيت الأبيض
اقرأ أيضاً:هل ذهب الشرع إلى نيويورك ليتنازل أم ليرفع العقوبات عن سوريا؟