الدفاع السورية تتجه لتوحّد الفكر والفقه في الجيش عبر مناهج جديدة وتغييرات بالتأهيل

كشفت مصادر مطلعة لموقع “المدن” عن توجه جديد داخل وزارة الدفاع في الحكومة السورية الانتقالية لتنظيم عمل كوادر التوجيه المعنوي في الجيش، بهدف ضبط العقيدة الفكرية والقتالية للعناصر، وتلافي حدوث انتهاكات على غرار ما جرى في الساحل والسويداء، لا سيما بعد الانتهاء من إعداد مناهج دراسية موحدة مخصصة للعسكريين.

تقليص دور الشرعيين غير المنضبطين:

ووفقاً لمصدر في إدارة التوجيه المعنوي، فإن الوزارة بدأت تقليص دور “الشرعيين” السابقين، خصوصاً أولئك الذين انخرطوا في الجهاز بعد حلّ “هيئة تحرير الشام” واندماج فصائل سابقة ضمن الجيش، مشيراً إلى أن أي نشاط دعوي أو تدريس غير منظم سيُمنع، مع فرض عقوبات صارمة على المخالفين.

مناهج شرعية وفكرية جديدة: تركيز على مكافحة التطرف وتوحيد الرؤية:

وأضاف المصدر أن وزارة الدفاع أنهت إعداد مناهج جديدة خاصة بالكوادر العسكرية، تتضمن مواد مثل:

1- “التركيز على مكافحة الغلاة بكافة فرقهم والتي تطلق عليهم المناهج لقب الخوارج”

2- اعتماد الفقه الشافعي كمذهب يتم تدريسه للكوادر العسكرية، بدلاً من الفقه السلفي الثائر على المذهبية.

3- القرآن الكريم والسيرة النبوية

4- الأخلاق والآداب

5- تاريخ سوريا المعاصر

وتبتعد المناهج الجديدة عن الفقه السلفي الحرفي، الذي كان يميز فكر السلفية الجهادية، وتتجه نحو مقاربات معتدلة تجمع بين الرؤية الفقهية التقليدية والتوجهات الوطنية. وتمثل هذه الخطوة تحوّلاً في بنية المؤسسة الدينية داخل الجيش، مع إعادة هيكلة الفكر الديني وفق مفاهيم تتماشى مع الواقع العسكري والسياسي في البلاد.

إشراف مباشر من شخصيات بارزة: عطون والويس في واجهة التحول:

أكد المصدر أن هذه المناهج يشرف على إعدادها شخصيتان بارزتان في الساحة الدينية والسياسية الجديدة في سوريا:

عبد الرحيم عطون (مستشار الرئاسة للشؤون الدينية)

مظهر الويس (وزير العدل الحالي)

وكانا قد أشرفا سابقاً على مكتب التوجيه الشرعي في “هيئة تحرير الشام”، حيث لعبا دوراً كبيراً في تهيئة الكوادر لمرحلة ما بعد الفصائل، ويهدفان اليوم إلى دمج التيارات السلفية الجهادية مع التيارات الأشعرية والماتريدية والتصوف، بهدف كسر حدة الصراعات الفكرية داخل المؤسسة العسكرية، بحسب المصدر العامل في إدارة التوجيه المعنوي.

هيكلة جديدة: نظام داخلي صارم ودورات تدريبية مركزية:

وأضاف المصدر: “تتزامن هذه الخطوات مع قرب الإعلان عن نظام داخلي جديد لإدارة التوجيه المعنوي، يُلزم الكوادر باتباع تعليمات واضحة، ويُعرض المخالفين للمساءلة أمام القضاء العسكري”.

ويخضع حالياً معظم أفراد إدارة التوجيه لدورات تنظيمية تهدف إلى ضبط عقيدة قتالية موحدة للجيش، بحسب موقع “المدن”.

ويُستبعد من هذه الدورات الضباط المنشقون وبعض الشخصيات التي لا تنتمي إلى ائتلاف الشرعيين المعتمد من الوزارة، في خطوة يرى البعض أنها تهدف إلى إقصاء الأصوات غير المنسجمة مع التوجه الجديد.

تعاون مع السعودية: بعثات تدريبية خارجية لكوادر التوجيه المعنوي:

في مؤشر جديد على التحولات الإقليمية، علمت “المدن” أن وزارة الدفاع السورية تنوي إرسال بعثات من كوادر إدارة التوجيه المعنوي إلى المملكة العربية السعودية، للمشاركة في دورات تدريبية احترافية. وتُعد هذه الخطوة تحولاً مهماً في العلاقة بين دمشق والرياض، خاصة في الجانب الديني والعسكري.

 

إقرأ أيضاً: تقييم البنتاغون: الجيش السوري الجديد يفتقر للتماسك.. وتحذيرات من نفوذ متطرف في دمشق

إقرأ أيضاً: تفاصيل تنشر لأول مرة.. تركيا تنشئ 3 قواعد عسكرية وتزود سوريا بأنظمة دفاع جوي متطورة

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.