قرى النازحين شمال سوريا.. من مخيمات مؤقتة إلى سكن شبه دائم

لم يتغير مشهد المخيمات وقرى النازحين شمال غربي سوريا كثيراً، حيث ما تزال أعداد كبيرة من الأهالي تقطن هذه المخيمات التي تحولت من مكان إقامة مؤقت إلى مسكن شبه دائم.

يأتي ذلك في ظل استبعاد شريحة واسعة من النازحين فكرة العودة إلى مناطقهم الأصلية، لعدة أسباب تجعل الاستقرار في الشمال السوري هو الخيار الأفضل لهم.

أسباب استمرار النزوح وصعوبة العودة

يعود معظم النازحين، الذين استوطنوا المخيمات وقرى الإيواء لأكثر من عقد من الزمن، إلى عدم وجود مقومات العيش والخدمات الأساسية في مناطقهم الأصلية، ناهيك عن دمار منازلهم وصعوبة ترميمها.

هذا الواقع دفع العديد من العائلات إلى الشعور بانتماء جديد للمناطق التي نزحوا إليها، وبات شبابهم يعملون في المهن الحرة أو يلتحقون بالوظائف المتوفرة، مما عزز فكرة الاستقرار في الشمال.

قرية التحرير السكنية.. نموذج للاستقرار الجديد

تعكس الحاجة المستمرة لقرى الإيواء افتتاح قرية سكنية جديدة مؤخراً في المنطقة الواقعة بين مدينتي الراعي والباب بريف حلب الشمالي الشرقي.

وتتسع قرية التحرير السكنية لأكثر من 350 عائلة، وجرى بالفعل تسليم نصف شققها للعائلات النازحة التي كانت تقطن الخيام في محيط القرية. بينما ينتظر آخرون استكمال أعمال الإكساء في الشقق المتبقية.

وقال أحمد عادل الأحمد، مدير القرية، إن المشروع أقيم على مساحة 23 هكتاراً ويضم 340 شقة سكنية مجهزة.

وتم اختيار موقعها بناءً على دراسة متأنية للقرب من مدينتي الباب والراعي.

وأضاف أن المستفيدين تم اختيارهم من 525 عائلة كانت تقيم في المخيم القديم، بناءً على معايير الضعف في الأسرة وحالتها الصحية، مع توقيع عقود رسمية لضمان حقوقهم.

وتتوفر في القرية خدمات أساسية مثل المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى خدمات طبية متنقلة تقدم بشكل دوري.

وأشار الأحمد إلى أن القرية كان من المخطط لها أن تستوعب نحو 750 عائلة، إلا أن المشروع توقف عند 340 وحدة سكنية في المرحلة الحالية، مما يؤكد على استمرار الحاجة إلى المزيد من مشاريع الإيواء.

 

إقرأ أيضاً: عودة أكثر من 25 ألف عراقي من مخيمات شمال شرقي سوريا

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.