انضمام أكراد من عفرين لقوى الأمن الداخلي… هل اقتربت نهاية نفوذ “قسد”؟
شهدت مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي توافد أعداد كبيرة من الشباب من مختلف القرى والأحياء للانتساب إلى قوى الأمن الداخلي التابعة للحكومة السورية الانتقالية، في خطوة تُعد دلالة على رغبة أبناء المنطقة في المشاركة بحفظ الأمن والاستقرار بعد سنوات من الفوضى والصراع.
دوافع الانضمام إلى قوى الأمن الداخلي في عفرين
وفق نشطاء سوريين ومصادر محلية، لم يقتصر الإقبال على الكرد المسلمين فقط، بل شمل أيضاً أكراداً مسيحيين من أتباع الكنيسة الإنجيلية الكردية، مما يعكس تعددية المجتمع المحلي في عفرين ورغبتهم المشتركة في تحقيق الأمن والاستقرار.
وأكد معاون مدير المنطقة للتنمية، د. فرهاد خورتو لموقع “ألترا سوريا”، أن انضمام الشباب لقوى الأمن الداخلي يمثل مشاركة فعلية لأهالي عفرين في بناء مدينتهم، ليس فقط على الصعيد الأمني، بل أيضاً عبر تعزيز عمل المؤسسات المدنية.
مسؤول منطقة عفرين، مسعود بطار، وصف التسجيلات التي تجاوزت 300 شخص في اليوم الأول بأنها مؤشر إيجابي على “رغبة الأهالي بالمساهمة في بناء الدولة والانخراط في مؤسساتها”.
تأثير الانضمام على الوضع الأمني والسياسي في عفرين
تأتي هذه الخطوة في ظل مطالبات مستمرة من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بتسلم الأسايش، وهي قوات الأمن التابعة لها، إدارة ملف الأمن في المدينة. لكن الحكومة السورية بدأت في ترتيب وجودها العسكري في عفرين عبر سحب الفصائل الموالية لتركيا من الحواجز مع الإبقاء على مقراتها، مع شرط وجود عناصر أمن من أبناء المدينة.
وبيتوقع محللون أن انضمام مقاتلين محليين، بما فيهم مسيحيون وأكراد، إلى قوى الأمن الداخلي يعكس رغبة في تعزيز الاستقرار وتقليص النفوذ العسكري لقسد، وخلق قوة أمنية محلية تابعة للحكومة السورية، لتشكل بديلاً متوازياً يعزز سيطرة دمشق على المنطقة، بحسب موقع “الترا سوريا”.
ردود فعل قسد حول تطورات قوى الأمن في عفرين
في تصريح لمصدر قيادي داخل قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أكد أن قسد تتابع بجدية انضمام أبناء عفرين إلى قوى الأمن الداخلي، مع دعمها لوجود قوات محلية قوية لكن ضمن إطار تنسيقي مع الإدارة الذاتية، لتجنب صدامات وضمان التنسيق الأمني.
وشدد المصدر على ضرورة الشفافية والمساءلة في عملية دمج العناصر المحلية في الأجهزة الأمنية، مع ضمان مشاركة جميع مكونات المجتمع دون استثناء، لتعزيز الأمن وتحسين الخدمات مع الالتزام بالقوانين المحلية.
كما اعتبر أن التنسيق بين قسد وقوى الأمن الداخلي يمثل فرصة لإعادة تنظيم القوى الأمنية المحلية بشكل متوازن، بما يضمن استقرار المدينة ويعزز ثقة المجتمع بقوات الأمن.
أهمية انضمام أبناء عفرين لقوى الأمن الداخلي
أشار مواطنون مثل عباس حموته ومالك من ناحية معبطلي وقرية غزاوية إلى أن الهدف من الانضمام هو توحيد الجهود دون طائفية أو عنصرية، لحماية المدينة والحفاظ على أمن سكانها.
ويعكس هذا التوجه إصرار أبناء عفرين على بناء مستقبل آمن ومستقر بعيداً عن الفوضى، في ظل تحولات ديناميات الصراع في شمال غرب سوريا، ويمثل خطوة مهمة نحو استعادة دور الدولة في إدارة الأمن المحلي.
إقرأ أيضاً: اتفاق 10 آذار: مفاوضات حذرة بين الحكومة السورية وقسد
إقرأ أيضاً: العودة العكسية في سوريا: صعوبة اندماج تدفع نازحين للرجوع إلى الشمال