عقدت أمس الأربعاء جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن سورية، لبحث ما توصل إليه مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية “غير بيدرسون” في دعم العملية السياسية في البلاد.
وشرح “بيدرسون” أسباب جمود العملية السياسية، وصعوبة التوافق بين الأطراف المعنية باللجنة الدستورية، رغم ترحيبه بإمكانية إعادة انعقادها في سلطنة عمان.
وأكد “بيدرسون” أن الشعب السوري يعاني نتيجة استمرار انهيار الليرة السورية، وفقدانها أكثر من 70 % من قيمتها خلال الـ 3 الأشهر الماضية، مبيناً عدم إمكانية إصلاح الاقتصاد السوري مع استمرار الصراع والنزاع وعرقلة العملية السياسية، ومعتبراً أن الحل عبر التحرك وفقاً للقرار 2254.
وما إن دعا المبعوث الأممي إلى مضاعفة الجهود لتأمين موارد إنسانية كافية، وضرورة تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لسورية، وبذل الجهود لتعزيز عملية التعافي المبكر، حتى تحول اجتماع مجلس الأمن إلى “مهزلة ومشهد لا طائل منه ضد دمشق” حسب تصريحات نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة “دميتري بوليانسكي”.
وجاء تصريح “بوليانسكي” بعد كلمة ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة “ليندا توماس جرينفيلد” حول التطورات الأخيرة في سورية، والتي قالت فيها.. “شهدنا احتجاجات سلمية في مدن مثل درعا والسويداء، حيث دعا السوريون إلى تغييرات سياسية وطالب جميع الأطراف باحترام القرار 2254” مضيفة إنه من الواضح أن المطالب السلمية لم يتم التجاوب لها، حسب زعمها.
وادعت “جرينفيلد” أن “السوريين لن يعودوا طالما أنهم يواجهون خطر التجنيد في الجيش العربي السوري، والاعتقال والتعذيب والاختفاء القسري” على حد قولها.
وأكدت أن بلادها ستواصل تعزيز المساءلة لما وصفته بــ “انتهاكات النظام” ناسية ما تقوم به يومياً من سرقة النفط والحبوب شرقي الفرات، وما تخطط له على الحدود السورية مع العراق من جهة، والأردن من جهة أخرى، وما تسعى له من خلال استمرار فرض العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب التي تفرضها على البلاد.
وفي هذا الإطار رأى المحلل السياسي “حسام طالب” في تصريح لــ “داما بوست” أن واشنطن جاءت لضرب الدولة السورية وليس للاستماع إلى ما يريد قوله الأخرون في جلسة مجلس الأمن، بهدف حرف الجلسة عن أساسها في تقديم المساعدة الحقيقية للشعب السوري، وإعادة بناء البنية التحتية، بهدف إخفاق مسار عودة اللاجئين، لاستمرار استغلالهم كورقة ضغط على الدولة السورية، إضافة إلى ورقة الحل سياسي الشامل في البلاد.
وبين “طالب” أن حديث المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن، هو دعم واضح وصريح لحالة الفوضى التي تشهدها البلاد اليوم، وتحريض للشعب السوري على حكومته ودولته، بهدف تمرير مشروعها القديم الجديد والقائم على تقسيم سورية، عبر تفكيك البنية المجتمعية السورية، مستندة إلى الواقع الاقتصادي السوري السيء التي تشهده البلاد.
وأضاف.. إن واشنطن دائماً ما تحاول اللعب على حبل “الجوع والفقر” رغم أنها سببه الرئيسي في غالبية البلدان التي تعاني منه، من خلال تدخلاتها العسكرية، أو العقوبات التي تفرضها بالقوة وبالذرائع التي تخلقها وتتبناها، مشيراً إلى مساعيها في تعطيل ومنع التعافي المبكر القائم على تأمين الكهرباء والمياه والبنية التحتية، وتسعير الفوضى ودعمها يعني مزيداً من الصراع والنزاع الذي يؤدي إلى مزيد من الخراب والدمار.
وأكد المحلل السياسي أن إشعال الفتنة في سورية سيدفع بالمخططات الغربية قدماً إلى الأمام، سيما بعد تصاعد وتيرة مطالبة “قسد” عبر رئيسة الهيئة التنفيذية في “مجلس سوريا الديمقراطية” الهام أحمد بـ “إدارة ذاتية” ليس فقط في الشرق إنما في الجنوب أيضاً.