تضييق متزايد على النساء في سوريا.. اتهامات وترهيب في ظل أوضاع أمنية متدهورة
في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية المتقلبة التي تمر بها سوريا، تتزايد حالات التضييق والترهيب ضد النساء، لا سيما في العاصمة دمشق، حيث شهد حي باب شرقي حوادث مداهمة واتهامات عدة شابت ممارسات أمنية أثارت موجة من الخوف والقلق بين النساء السوريات.
في إحدى ليالي باب شرقي، تم اقتحام مقهى وسط احتفال داخله، حيث طالبت مجموعة مسلحة من الشباب، مزودة بأسلحة وذخيرة حية، بإطفاء الموسيقى، لتتبعها عمليات استجواب استهدفت الزبائن، وأدت إلى طرد مديرة المقهى براديس، التي تعرضت لاحقاً لمضايقات وصلت إلى محاولات اعتقالها بتهمة “إغواء عناصر الأمن العام”، ما دفعها إلى الفرار إلى بيروت هربًا من تلك الملاحقات.
هذه الحوادث ليست منفردة، إذ تعرّضت سوسن، إحدى زبائن المقهى، لمضايقات مماثلة بسبب لباسها، الأمر الذي دفعهما إلى مغادرة سوريا، في رحلة محفوفة بالتحديات المالية والإنسانية بحثًا عن الأمان.
وفي بيروت، حيث استقرت براديس وسوسن، اجتمعت وجوه كثيرة من السوريين الذين غادروا بلادهم تحت ضغط الأوضاع الأمنية والاجتماعية، وسط شعور بالحنين والافتقاد لأجواء الوطن.
وفي سياق متصل، شهدت الفتاة المنحدرة من السويداء، والتي تعيش في بيروت، توترات متصاعدة بعد أحداث العنف الأخيرة في محافظتها، حيث تعرض منزل عائلتها للحصار، وتعرّض أقارب أصدقائها لإعدامات ميدانية، ما ترك أثرًا بالغًا على حياتها اليومية، لا سيما بعد طردها من عملها، الأمر الذي يعكس توغل الطائفية وتوسعها حتى خارج الأراضي السورية.
كما تواجه نساء سوريات أخريات تحديات كبيرة في تأمين سكن وفرص عمل مناسبة في المهجر، وسط تقارير حقوقية تتحدث عن ارتفاع حالات اختطاف الفتيات في مناطق النزاع، إضافة إلى تزايد مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي.
هذه التطورات تأتي في ظل استمرار حالة الفوضى الأمنية والسياسية التي تشهدها البلاد، والتي أثرت بشكل واضح على حرية التعبير وحقوق النساء، وسط مخاوف متزايدة من اتساع دائرة الاستهداف والتضييق.
إقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: قلق بالغ من اختطاف وعنف ممنهج ضد نساء علويات في سوريا