تضامن دمشقي مع السويداء وسط تصاعد التوترات الطائفية وخلافات داخلية
شهدت العاصمة السورية دمشق مظاهر تضامن مع محافظة السويداء التي شهدت خلال الأسابيع الماضية موجة عنف طائفي خلفت أضراراً بشرية واجتماعية كبيرة. ونشر ناشطون صورًا تظهر أشخاصًا يحملون أو يلصقون على الجدران أوراقًا مكتوبة بدون إظهار وجوههم، في إشارة إلى حالة الحذر وسط الأوضاع الأمنية والسياسية الحساسة، وتشبه تلك الأساليب التي استخدمت سابقًا في الاحتجاجات السرية داخل سوريا.
يرتبط التضامن بين أطياف المجتمع السوري بجدل داخلي، حيث تواجه الأصوات المناصرة لأقليات مثل الدروز والعلويين، دعماً من بعض فئات الطائفة السنية المعتدلة، لكنها في الوقت نفسه تتعرض لحملات تخوين من فصائل موالية للنظام، تُوصف بأنها محاولة لتأليب الطوائف ضد بعضها.
وتكشف هذه التوترات عن عمق الانقسامات السياسية والاجتماعية التي تعاني منها سوريا، والتي تظهر أيضاً عبر النزاعات الإقليمية والمناطقية بين المدن، حيث يتبادل السوريون في بعض الأحيان الاتهامات بناءً على الانتماءات الطائفية أو الجغرافية.
على الأرض، تصاعدت أعمال العنف في السويداء بين فصائل درزية وبدوية، والقوات الحكومية وترافق ذلك مع اتهامات للحكومة السورية بشأن تسهيل مرور مسلحين تابعين لعشائر بدوية، ومقاطع فيديو توثق تنفيذ عمليات إعدام ميدانية ضد مدنيين دروز أثارت ردود فعل غاضبة على المستوى المحلي والدولي.
إلى جانب ذلك، تعاونت بعض العائلات والفصائل المحلية في المحافظة لحماية مدنيين ومواقع دينية، في محاولة للحد من التصعيد والتصدي لأعمال العنف الطائفية.
تأتي هذه التطورات في ظل مرحلة انتقالية هشة تمر بها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث تواجه الحكومة الجديدة تحديات كبيرة في ترسيخ سيطرتها على مختلف المناطق.
إقرأ أيضاً: هل يمهّد اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء لبداية حكم ذاتي؟