الكتب مقابل لقمة العيش.. سوريون يتخلون عن مكتباتهم؟

على مدى سنوات، جمع بعض السوريين كتبهم بعناية، وخصصوا لها أماكن في منازلهم، بينما بذل آخرون جهودًا وموارد محدودة لاقتناء كتب كانت ممنوعة وغالية الثمن خلال فترة النظام السابق. لكن الظروف الاقتصادية الصعبة دفعت العديد منهم إلى الخروج إلى الشوارع ليبيعوا كتبهم على أرصفة دمشق.

في شوارع العاصمة، من منطقة الحميدية وصولًا إلى “فندق الشام”، تنتشر بسطات تحمل أكوامًا من الكتب، وسط ضجيج الحياة اليومية. يلاحظ المارة بائعي كتب معظمهم من كبار السن والمتقاعدين الذين اضطروا للتخلي عن مكتباتهم الخاصة لتأمين حاجاتهم الأساسية.

يقول “أبو حسام”، رجل في الستين من عمره ومتقاعد، لموقع تلفزيون سوريا: “لقمة العيش في هذا البلد تحتاج لتضحيات، وأنا أضحي اليوم بكتبي التي قضيت عمرًا في جمعها وقراءتها”. ويضيف: “أبيع كتبي لأتمكن من شراء أدويتي وتأمين متطلبات المنزل من خبز وماء”.

يصف أبو حسام مكتبته المتنوعة التي تضم كتبًا في الرياضة والفنون والدين وغيرها، معبّرًا عن ألمه لاضطراره لبيعها، لكنه يبرر ذلك بضعف بصره الذي يمنعه من القراءة كما في السابق.

أما أحمد، شاب في الثلاثين من عمره، فقد بدأ ببيع قصص أطفال لتأمين لقمة العيش، ثم توسع إلى شراء مكتبات من أشخاص آخرين وبيعها، مستفيدًا من اهتمامه بالقراءة التي أصبحت “غذاء الروح” كما يصفها. ويشير إلى أن بعد سقوط النظام السوري، انتشرت الكتب التي كانت ممنوعة، وأصبح طلب القراء على الكتب النادرة في المجالات السياسية والدينية والفلسفية مرتفعًا، ويتراوح سعر الكتاب الواحد بين 100 و250 ألف ليرة سورية.

في فترة حكم النظام السابق، كانت هناك كتب محظورة تهرّب إلى سوريا من بيروت، خاصة تلك المتعلقة بالسياسة والدين والقصص الجاسوسية. أما اليوم، فقد أصبحت الكتب موجودة على أرصفة دمشق، كما تقول “سارة”، إحدى القارئات، التي تشير إلى شرائها كتابًا عن الحركة الشيوعية بـ70 ألف ليرة، وهو موضوع كان ممنوعًا حتى على الإنترنت. حالياً تجارة الكتب تشهد انتعاشًا ملحوظًا، إذ يؤكد الباعة أن الكتب الدينية تتصدر قائمة المبيعات، تليها الكتب السياسية والفلسفية التي كانت محرمة سابقًا.

إقرأ أيضاً: أزمة سكن في إدلب: أسعار الإيجارات ترتفع وسط غياب الرقابة وتفاقم الأوضاع المعيشية

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.