“الترددية” ترهق أهالي حمص.. مدير شركة الكهرباء لـ”داما بوست”: من مكونات حماية الشبكة الأساسية
داما بوست _ عمار ابراهيم
وكأن تردي واقع التغذية الكهربائية في محافظة حمص لم يكن كافياً لإرهاق السكان، حتى ترافق ذلك مع مشكلة أخرى قديمة تعود لأكثر من عقد كامل وهي تفعيل الحماية الترددية على محطات التغذية.
ومع أن المحافظة تشهد حالياً واقع تغذية نصف ساعة وصل مقابل خمسة ونصف قطع، فإن المواطن لا يستفيد عملياً من تلك المدة إلا لدقائق معدودة جراء قطع التيار عشرات المرات، ما يتسبب معظم الأحيان باحتراق الأجهزة الكهربائية وتضررها.
واشتكى عدد من أهالي مدينة حمص عبر شبكة “داما بوست” من هذه المشكلة الممتدة لسنوات طويلة وتكبده كل عام مبالغ مالية كبيرة جراء سوء الواقع الكهربائي صيفاً وشتاءً، فلا البطاريات تشحن ولا المونة تصمد في البرادات.
وقالت إحدى السيدات في حي المهاجرين إن: “تخزين المونة أصبح من الماضي، فالبراد أصبح مرتفع الحرارة وكأنه على سطح المنزل ما تسبب بتلف المواد الغذائية التي لم نعد نضعها فيه بل نتناولها مباشرة كونها لن تصمد فترة طويلة مع ارتفاع درجات الحرارة”.
وأضاف أبو يزن (صاحب محل تصليح غسالات) أن: “هذا الواقع المتردي تسبب بتضرر أعمالنا بشكل كبير جراء عدم توفر الوقت الكافي لإنجاز أي مهمة وإصلاح أي عطل مهما كان بسيطاً، إذ كانت ساعة الوصل جيدة نسبياً فيما مضى، لكننا اليوم نشهد أسوأ فترة وصل متقطعة لا تتجاوز دقائق معدودة”.
من جهته، عبر فاطر (موظف) عن استياء عام جراء الحماية الترددية، كونها تسببت بتعطل البرادات والغسالات وأجهزة الرسيفر والتلفزيونات وشواحن البطاريات والجوالات وكل ما يعتمد على الكهرباء، مناشداً شركة كهرباء حمص بالتدخل لوقف هذه المأساة”.
وللإجابة عن الأسئلة ومناشدات سكان المحافظة، تحدث مدير شركة كهرباء حمص المهندس بسام اليوسف لـ”داما بوست” عن أسباب وقال: “إنه فيما يتعلق بزيادة فترات التقنين خلال الفترة الحالية فذلك بسبب تخفيض الكمية الواردة إلى المحافظة، ولا يد للشركة في ذلك”.
وأضاف اليوسف: “أما بخصوص الحماية الترددية فهي أحد مكونات حماية الشبكة الكهربائية ولا يمكن إلغاؤها أو الاستغناء عنها، لأن عدم تفعيلها أحياناً قد يؤدي إلى تعتيم عام في سوريا، وخسارات بمئات المليارات، علماً أنه يتم تفعيلها في حال انخفاض كميات التوليد مع استجرار كبير للتيار”.
وأشار اليوسف إلى أن: “الواقع الراهن نصف ساعة وصل مقابل خمسة ونصف قطع علماً أننا نقوم بتعويض المناطق التي عانت من تلك الحماية عند تحسن الواقع، وذلك مع وعود بتحسن هذا الواقع بشكل كبير قريباً مع دخول محطات جديدة بالخدمة”.
وتخضع مدينة حمص حالياً لبرنامج تقنين قاس ومتفاوت، مع مدة وصل تصل في أفضل حالاتها إلى ساعة وصل مقابل خمسة قطع، بينما يرزح السواد الأعظم من “الحماصنة” تحت برنامج دقائق معدودة وصل مقابل 6 قطع.
واللافت للنظر هو تراجع التغذية الكهربائية في البلاد بالتزامن مع وعود ورديّة بدخول محطات توليد إضافية لرفد الشبكة بالمزيد من الميغات وتوزيعها على المحافظات، إلا أن ذلك يبقى حبراً على ورق وتصريحات إعلامية لم يلمس المواطن منها أي فائدة على أرض الواقع.