في اليوم الدولي للمرأة في العمل الدبلوماسي… أليس قندلفت،أول وجه نسائي يمثل سوريا في الأمم المتحدة
في مناسبة اليوم الدولي للمرأة بالعمل الدبلوماسي، نسلّط الضوء على إحدى الرائدات العربيات في السلك الدبلوماسي: أليس قندلفت قرما، كأول امرأة سورية – وعربية – تمثل بلادها رسمياً في الأمم المتحدة.
في عام 1948، رشّحها الزعيم فارس الخوري لتكون مندوبة سوريا في اللجنة الدولية الخاصة بمركز المرأة في الأمم المتحدة، حيث انتُخبت مقررة للجنة، متفوقة على مندوبتي روسيا البيضاء وأستراليا.
ونشرت صحيفة “فلسطين” الصادرة في يافا آنذاك الخبر بعنوان: “مندوبة سوريا ترأس لجنة المرأة بهيئة الأمم.”
وُلدت قندلفت في دمشق عام 1895، وتلقت تعليمها في الكلية البروتستانتية السورية – الجامعة الأميركية في بيروت حالياً. وفي عام 1919، حصلت على منحة دراسية من لجنة “كينغ كراين” الأميركية، بترشيح من الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، لتُصبح واحدة من أوائل الطالبات العربيات المبتعثات إلى الخارج، حتى قبل أول بعثة مصرية إلى إنجلترا في 1922.
لم تكتفِ قندلفت بالدور الدبلوماسي، بل كانت أيضاً شخصية ثقافية مؤثرة، إذ أسست صالوناً أدبياً وسياسياً في “فندق أمية” بدمشق، جمع أبرز المفكرين والسياسيين في تلك الحقبة، ومنهم صلاح الدين البيطار، عمر أبو ريشة، ميشيل عفلق، فخري البارودي، وفارس الخوري نفسه.
وفي إحدى جلسات الأمم المتحدة، تصدت قندلفت لانتقادات طالت واقع تعليم المرأة في الشرق الأوسط، مؤكدة أن جهود تعليم المرأة في مصر وسوريا لا تقل أهمية عما يجري في أوروبا الغربية، وأن الشريعة الإسلامية لا تعيق تعليم النساء بل تدعمه، ووعدت بتقديم آيات قرآنية تؤكد ذلك.
وقد أشار السفير السوري السابق سامي الخيمي في منشور له إلى أن والده كان يزور قندلفت بانتظام حتى أوائل الستينيات، مؤكداً أن الشهبندر كان يعتبر تعليم النساء خطوة حاسمة لبناء وطن قوي، وهو ما دفعه لترشيح كل من نازك العابد وأليس قندلفت للبعثات التعليمية.
توفيت أليس قندلفت في لبنان في منتصف ستينيات القرن الماضي، لكن أثرها بقي حاضراً في تاريخ الدبلوماسية السورية، كواحدة من أوائل النساء العربيات اللواتي اخترقن هذا المجال الصعب في زمن كانت فيه الساحة السياسية حكراً على الرجال.
اقرأ أيضاً: نعيش بين “ضفتين”: نساء سوريات في مواجهة واقع ما بعد السقوط
اقرأ أيضاً: تعيينات جميعها لرجال في وزارة الخارجية السورية..أين تمكين المرأة؟