داما بوست – خاص| شهدت منطقة الباب الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائلها بريف حلب الشمالي الشرقي، اشتباكات عنيفة بين اثنين من أكبر الفصائل الموالية لأنقرة في ريف حلب، ما تسبب بمقتل وإصابة عدد من المسلحين، وألحق أضراراً مادية بممتلكات المدنيين.
وفي التفاصيل التي أوردتها مصادر محلية من مدينة الباب لـ “داما بوست”، فإن خلافاً نشب صباح أمس السبت بين فصيلي “فرقة المجد” و”حركة أحرار الشام- القاطع الشرقي” المعروف بين أوساط المسلحين باسم “حركة أحرار عولان”، حول إدارة عدد من طرق التهريب مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” بمنطقة منبج، ليتطور الخلاف مع حلول المساء إلى اشتباكات عنيفة بين الجانبين.
وذكرت المصادر أن الاشتباكات تركزت في قرية “جب النعسان” قبل أن تمتد ليلاً إلى قرية “السكرية”، حيث استمرت لعدة ساعات داخل القريتين بين منازل المدنيين، وشهدت استخدام طرفي الصراع مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة، وسط عجز تام من مسلحي فصيل “الشرطة العسكرية” لضبط الأمور ووقف الاقتتال الدائر، رغم التعزيزات العسكرية الكبيرة التي وصلت إليهم من باقي مناطق ريف حلب.
وبحسب ما أكدته المصادر لـ “داما بوست”، أسفرت الاشتباكات بين “المجد” و”أحرار عولان” عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 10 مسلحين من كلا الجانبين، فيما تسببت الاشتباكات بأضرار مادية لحقت بمنازل أهالي قريتي “السكرية” و”جب النعسان”، والذين اضطر قسمٌ منهم إلى المخاطرة والفرار نحو مدينة الباب، رغم كثافة رصاص الاشتباكات.
الصراع بين الجانبين استمر بحسب حديث المصادر المحلية إلى حلول الساعة العاشرة من ليلة أمس، قبل أن تهدأ وتيرته بفعل الأوامر المشددة والتهديدات التي وجهتها الاستخبارات التركية للفصيلين، على أن يتم عقد جلسة للتفاوض والوصول إلى حلٍ سلمي يرضي كلا الطرفين.
وفي مشهد مشابه، شهدت منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، توتراً كبيراً بين مسلحي فصيل “الفرقة 50” من جهة، وفصيل “الجبهة الشامية” من جهة ثانية، إثر خلاف حول استملاك منزل تعود ملكيته لأحد المدنيين الذين هُجّروا من قرية “كفر جنة” إثر الاحتلال التركي للقرية قبل سنوات، إلا أن مصادر محلية من القرية أكدت اقتصار الخلاف على التهديد والوعيد بين قياديي كلا الجانبين، دون تطوره إلى حد الاشتباك المباشر.
وتشهد مناطق سيطرة أنقرة وفصائلها في ريف حلب الشمالي، صراعات داخلية مستمرة فيما بين تلك الفصائل على اختلاف مسمياتها، حيث تتمحور أسباب معظم الصراعات حول تقاسم مناطق النفوذ وطرق التهريب وعائدات المعابر غير الشرعية مع مناطق سيطرة “قسد”، الأمر الذي خلّف على مدار السنوات الماضية عدداً كبيراً من القتلى والجرحى بين صفوف المسلحين، وأوقع عشرات الضحايا المدنيين، وسط عجز تام من القوات التركية عن ضبط الأوضاع الأمنية المتردية ضمن مناطق سيطرتها.