داما بوست- خاص الحرب في غزة دخلت في منعطف خطير وحساس، وبالرغم من ذلك يسود تفاؤل حذر في مفاوضات باريس لتبادل الأسرى بين المقاومة و”إسرائيل” بعد حديث عن تخفيف مطالب المقاومة من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى في بعض الشروط التي أعاقت التوصل إلى اتفاق حتى الآن.
وتقترب الحرب الإسرائيلية على غزة من تمام شهرها الخامس ولا يبدو في الأفق انفراجة قريبة للفلسطينيين المدنيين العزل في القطاع الذي يعاني منذ 141 يوماً من مثلث القصف العشوائي المرعب والتجويح الذي تفرضه حكومة بنيامين نتنياهو البربرية على المدنيين أكثر من نصفهم من الأطفال، إضافة إلى الأمراض التي زاد من حدتها تدمير أغلب المستشفيات والمراكز الطبية ومنع إدخال الأدوية إلى القطاع المحاصر.
ماكرون وبايدن يصطادان في الماء العكر
وفي مواقف استعراضية، هدفها ذر الرماد في العيون الدولية، والظهور بمظهر الحمل الوديع وحمامة السلام الراعية للإنسانية، بحث الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي، إيصال المساعدات الإنسانية “بشكل عاجل” إلى قطاع غزة، متجاهلين أن حكوماتهم الغربية هي من أوصل الأوضاع إلى ماهي عليه بدعمهم الأعمى للكيان الصهيوني.
فرنسا وأمريكا ربما قلقتان من توسيع رقعة الحرب في المنطقة ليس إلا، ولا مكان للأنسانية في قاموسيهما السياسي والعسكري، ويوضح ذلك بيان لقصر الإليزيه، قال فيه “إن بايدن وماكرون شددا على عزمهما الحيلولة دون توسع الحرب في المنطقة”.
الحرب على غزة مستعرة.. والصحة الفلسطينية تدق ناقوس الخطر
ويأتي إعلان المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ليدق ناقوس الخطر، فأكثر من مليون شخص يعانون من سوء تغذية واضح في القطاع، و”إسرائيل” ترفض إيصال المواد الطبية والوقود إلى الشمال، وجيش الاحتلال الإسرائيلي دمر 150 مؤسسة طبية وأخرج 32 مستشفى عن الخدمة، وعجز كبير في تقديم الرعاية الطبية في شمال القطاع بسبب عدم توفر الإمكانيات.
وبالفعل فإن المستشفيات الـ3 الباقية برفح مكتظة ولا تملك القدرة على تقديم الرعاية، لذلك المؤسسات الدولية مطالبة بالتدخل لإنقاذ الوضع الصحي في قطاع غزة المنكوب.
مباحثات باريس.. تفاؤل حذر في التوصل إلى صفقة التبادل
وبالدخول لأجواء مفاوضات التبادل يبدو أن مفاوضات باريس تترنح وسط تفاؤل حذر ، وتم تسريب عن الصحافة الصهيونية أن مسؤولاً سياسياً مطلع على تفاصيل المفاوضات قال للقناة 13 الإسرائيلية إن هناك تقدماً في مباحثات باريس حول صفقة التبادل مع المقاومة ما سيسفر عن شروط مريحة للطرفين عبر الوصول إلى مخطط متفق عليه يمكن من خلاله إطلاق المفاوضات ومناقشة قائمة الأسماء.
الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيس الموساد ديفيد بارنيع كان عاد من باريس الليلة الماضية بعد المشاركة مع رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز ورئيس وزراء قطر ورئيس المخابرات المصرية في لقاء باريس للتوصل إلى صفقة تبادل مع المقاومة.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية كشفت أن المقاومة الفلسطينية أبدت مرونة في مواقفها بشأن ثلاث نقاط وهي مدة هدنة وقف إطلاق النار في غزة، وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الاتفاق مع “إسرائيل” إضافىة إلى حدود الانسحاب الإسرائيلي من القطاع.