سائقو السرافيس يسعّرون على “ليلاهم”.. ولـ”GPS” التكاسي حكاية أخرى!

كلير عكاوي – داما بوست

طبّق عدد من سائقي السرافيس في دمشق وريفها مثلاً شعبيّاً متوارثاً يقول “كل يغني على ليلاه”، ليصبح “كل يسعّر على ليلاه”، ويتجاوز تعرفة الركوب الرسمية، معتبراً أنّها قليلة مقارنة بالظروف المعيشية الصعبة التي تشهدها البلاد.

سائق السرفيس حسن (40 عاماً)، الذي يعمل على خط المهاجرين قال لـ “داما بوست”: “أنا مواطن وظروفي متعبة كغيري، ولا تتناسب التعرفة المحدّدة مع ارتفاع أسعار المواد الأوليّة التي تكفي حاجاتنا اليومية، وسط ضعف شديد في قدرتنا الشرائية”.

أما السائق صفوان (45 عاماً)، الذي يعمل على سرفيس خط جرمانا فبين أن هذه المركبة التي تدور لساعات مسؤولة عن إطعام ثلاث عائلات، واصفاً التعرفة الرسمية، والتي قدرها 1000 ليرة سورية بـ”غير المنصفة”.

ولطالما تكرّرت جملة “إذا ماعجبك انزل” على ألسنة الكثير من سائقي السرافيس العامة في دمشق وريفها، وذلك عند أول اعتراض من الراكب على التعرفة المخالفة والمضاعفة، فبعضهم يفضّلون الصمت للوصول إلى منازلهم مهما بلغ الثمن، والبعض الآخر يتّخذ قرار المشي على الأقدام كحل أمثل.
بدوره، أفاد عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات في محافظة دمشق عمار غانم لـ “داما بوست” بأن تعرفة الركوب الرسمية على جميع خطوط سرافيس دمشق هي 1000 ل.س وعلى أي مواطن يتعرّض لما سبق أن يلجأ إلى أقرب درّاج مرور ويقدّم شكوى.

وكشف غانم عن عدم وجود زيادة أو تعديل على تعرفة ركوب السرافيس بالفترة القريبة القادمة”، وأضاف: “تحصل السرافيس على مخصصاتها من المازوت يومياً بالسعر المدعوم والمحدد بـ 2000 ليرة سورية لليتر الواحد، والتي تقدّر بحسب المسافة المقطوعة على المسار المحدّد، بحيث لا تزيد عن 30 ليتر”.

الليل يستر عيوب التسعير

يعمل إبراهيم (33 عاماً) في إحدى مطاعم دمشق، وتفرض طبيعة عمله أن يعود إلى المنزل بعد منتصف الليل، قائلاً لـ “داما بوست”: ” الليل يستر عيوب التسعير، وأنا أمام خيارين، إما أن أدفع 2000 ليرة سورية أو أكثر بحسب مزاجية سائق السرفيس، أو أن أدفع هديك الحسبة أجرة تكسي”.

وتحدّث طالب الحقوق أيهم (22 عاماً) عن معاناته من أجرة المواصلات التي تثقل كاهله، وتضغط بطريقة أو بأخرى على استمراريته بالعملية التعليمية، لأنها تخطّت الحد المعقول دفعه من جيب طالب يعمل ليلاً كي يكفي نفسه، ويسعى لقضاء فترة دراسية هادئة.

وبالرغم من امتعاض الكثير من المواطنين على تسعيرة السرافيس المغشوشة، إلا أن “المُر” في دفع ربع أو نصف مرتّبهم الشهري كأجرة سرفيس، أهون من “الأَمَر” في دفع أجرة التكسي التي تصل إلى 50 ألف ليرة سورية على مسافة قليلة ولا تذكر.

“رُبَّ ضارّة نافعة”

استطاعت الجهات المعنيّةمؤخراً، رسم ابتسامة على أوجه المواطنين بعد تركيب أجهزة “GPS” للسرافيس، حيث قلّلت عمليات الانتظار ثم “التدفيش” لتأمين مكاناً في وسيلة تقلّهم إلى منازلهم، ناهيك عن أنها قلّصت أساليب الغش والتلاعب لدى بعض السائقين.

وعلى مبدأ “رُبَّ ضارّة نافعة” أعاد “GPS” بمنافع للمواطنين، في الوقت الذي سبّب ضرراً لبعض السائقين، الذين توقّفت مصالحهم في بيع مخصصاتهم من المازوت بالسعر الحر بالسوق السوداء، حيث وصل سعر الليتر الواحد إلى 15 ألف ليرة سورية بعد حصولهم عليه بالسعر المدعوم.

عالوعد يا “GPS”!

مازالت سلام (24 عاماً)، والتي تعمل في إحدى الشركات الخاصة بالبرامكة، تنتظر الوفاء بوعود تركيب أجهزة “GPS” للتكاسي، كي تستغني عن دفع 8 أو 10 آلاف ليرة سورية ذهاباً وإياباً كأجرة راكب في التكاسي المشتركة غير الرسمية التي خفّفت على جيب المواطن، بحسب قولها.

وتتفحّص الموظفة منى (30 عاماً)، المنبه كل ليلة كي لا تضطر إلى الذهاب بمفردها في تكسي عند تأخرها عن العمل، قائلة: “لك الخيار في أن تدفع نصف مرتّبك الشهري كأجرة مواصلات أو أن تدفع فوقه مرتين للوصول إلى العمل”.

ويتقاضى سائقو التكاسي أجرة من 3500 إلى 5000 ليرة على الراكب الواحد لمسافة 4 كم تقريباً، ما يجعل السفرة الواحدة 20 ألف تقريباً، أما من أرياف دمشق إلى وسطها، فلا تقل الأجرة عن 40 ألف ليرة سورية، وصولاً إلى رقم لا يستوعبه العقل.

بدوره، أكد غانم لـ “داما بوست” أن الإجراءات قائمة لتركيب جهاز “GPS” خاص بالتكاسي، ويتم العمل عليها بين الشركة المسؤولة عن ذلك والسائقين بشكل مباشر.

وأضاف: “يتم العمل حالياً على الإجراءات الأولية لعملية التركيب، من خلال دفع كل ما يترتب على السائقين من رسوم، وإكمال جميع الأوراق المطلوبة على أن يتم تطبيق هذه الآلية قريباً”.

نار البنزين!

تصاعدت أصوات سائقي التكاسي في شكواهم لـ “داما بوست” عن عدم كفاية مخصصاتهم من البنزين المدعوم وقدرها 25 ليتر كل 4 أيام تقريباً، لأنهم يعملون بشكل متواصل، الأمر الذي يودي بهم إلى شراء المادة من السوق السوداء بأسعار توصف بالـ”نار”، وصولاً إلى رفع الأجرة على المواطن.

وتساءل سائق التكسي عيسى (55 عاماً) عن كيفية تحديد المسار عند تركيب “GPS” للتكاسي، قائلاً: “نحن لا نمانع إن أمّنوا لنا كمية بنزين منطقية، لكي نعمل ونكفي حاجات منازلنا، ونستطيع على الأقل تغطية عمليات التصليح في جنون أسعارها”.

من جهته، توقّع “غانم” أن نظام “GPS” للتكاسي، سيحدّد غالباً بحسب المسافات المقطوعة بالكيلومترات، لأن هذه المركبات لا تتبع مسارات طرقيّة محدّدة، وبالتالي سيتم ضبط الأجرة التي سيتقاضونها بما يتناسب مع جميع المعطيات.

ووسط كل هذه المعطيات يبقى الراكب والسائق في سباق مستمر غير محدود في حياة المواصلات، والرابح منهم من ينتصر بعد جولة الأخذ والرد، علّه يحصّل ليرة أو ليرتان “زيادة” تسدّ حاجاته الكثيرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...