تل أبيب تعلن بقاءها في الأراضي السورية وتلمّح لتوسيع الاستيطان
كشف وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن توجه حكومته لترسيخ وجود طويل الأمد داخل الأراضي السورية المحتلة، مؤكداً أن تل أبيب “لن تتحرك مليمتراً واحداً” من هذه المناطق
ومعلناً خططاً لإقامة وحدات استيطانية جديدة، بديلة عن مستوطنات جرى إخلاؤها سابقاً في قطاع غزة.
وجاءت تصريحات كاتس خلال مؤتمر عُقد في مستوطنة “بيت إيل”، خُصص لمناقشة مستقبل قطاع غزة والمناطق الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية في سوريا
حيث شدد على أن “إسرائيل” باتت في “مرحلة السيادة العملية”، معتبراً أن الفرص المتاحة اليوم لم تكن موجودة منذ وقت طويل، وفق ما نقلته وسائل إعلام عبرية.
وأضاف وزير الحرب أن “هذه حكومة استيطان”، مؤكداً أنه “إذا أمكن فرض السيادة على الضفة الغربية فسيتم فرضها”
في إشارة إلى توجه سياسي يرى في الواقع الميداني الحالي مدخلاً لتكريس السيطرة الإسرائيلية على مناطق جديدة.
توغلات المستوطنين في الجولان المحتل
وفي سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الاثنين، إعادة عدد من المستوطنين بعد دخولهم الأراضي السورية عبر الحدود في منطقة الجولان السوري المحتل.
وقال الجيش، في بيان نشره على منصة “إكس”، إن عبور الحدود يُعد “مخالفة جنائية خطيرة”، موضحاً أن مجموعة من المستوطنين اخترقت السياج الحدودي ودخلت إلى داخل الأراضي السورية
قبل أن تتحرك القوات الإسرائيلية وتعيدهم “بسلام” دون تسجيل إصابات أو وقوع اشتباكات.
من جهتها، ذكرت صحيفة “معاريف” العبرية أن سبعة شبان يُعرفون باسم “فتية التلال” حاولوا عبور السياج الحدودي صباح الاثنين، قبل أن تعتقلهم قوات الجيش وتسلّمهم إلى الشرطة.
وبحسب الصحيفة، أُفرج عنهم بعد فترة قصيرة، إلا أنهم عادوا مجدداً إلى محيط الحدود وأقدموا مرة أخرى على قطع السياج والدخول إلى الأراضي السورية.
ونقلت “معاريف” عن الشرطة الإسرائيلية تأكيدها تلقي بلاغات حول مجموعات عبرت الحدود، مشيرة إلى أن الموقوفين نُقلوا، بالتنسيق مع الجيش، إلى مراكز الشرطة لاستكمال التحقيق.
وأوضحت أن قرار تمديد توقيفهم أو الإفراج عنهم سيتحدد وفق نتائج التحقيق، مع التشديد على أن عبور الحدود إلى سوريا أو لبنان يُعد “جريمة جنائية خطيرة” قد تصل عقوبتها إلى السجن أربع سنوات.
سوريا هدف لتحركات استيطانية متصاعدة
وفي الثالث عشر من كانون الأول/ديسمبر الجاري، أشارت صحيفة “إندبندنت” إلى أن الأراضي السورية باتت هدفاً مباشراً لتحركات استيطانية إسرائيلية متسارعة
لافتة إلى تراجع فرص التوصل إلى اتفاق أمني مع دمشق، بالتزامن مع تعزيز جيش الاحتلال الإسرائيلي انتشاره على الحدود السورية وفي مواقع استراتيجية جنوب غربي البلاد.
وأضافت الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كثّف وجوده العسكري على طول الحدود، وفي مناطق أخرى ذات أهمية استراتيجية
وسط تأكيدات إسرائيلية بعدم تقديم أي تنازلات، وعدم تحقيق تقدم في المفاوضات المتعلقة باتفاق أمني محتمل.
كما لفتت إلى سماح السلطات الإسرائيلية لمجموعات يمينية متطرفة بإقامة مراسم وضع حجر الأساس لمستوطنات داخل الأراضي السورية
قبل فتح البوابات الحدودية أمام هذه المجموعات للتجول في الداخل السوري، مع إتاحة المجال أمام صحافيين للوصول إلى مناطق قريبة من مشارف العاصمة دمشق.
وبحسب الصحيفة، رفع المستوطنون شعارات تتحدث عما يعتبرونه “حقاً تاريخياً” في الأراضي السورية، مؤكدين أن “النصر يتحقق فقط بالسيطرة على الأرض”، في إطار مشروع أوسع لفرض واقع استيطاني جديد داخل سوريا.
مجموعات استيطانية ودعم رسمي
وسلّط التقرير الضوء على نشاط مجموعة “روّاد هبشان”، إحدى أبرز المجموعات الاستيطانية الناشطة في الجولان السوري المحتل، والتي تسعى إلى تثبيت السيطرة على مستوطنة “هبشان”.
وذكرت الصحيفة أن هذه المجموعة نفذت، منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر الجاري، عدة عمليات اقتحام للحدود، عبر خلالها مئات من أعضائها مسافات داخل الأراضي السورية،
دون تدخل مباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما أقامت مراسم وضع حجر الأساس لمستوطنة جديدة.
وأشارت إلى أن هذه المجموعات تحظى بدعم من الجيش الاحتلال، إضافة إلى دعم من وزراء يرون أن الواقع الأمني الحالي يفرض استمرار السيطرة الإسرائيلية
ليس فقط على قمة جبل الشيخ، بل على مساحات واسعة من الجنوب السوري.
اقرأ أيضاً:الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا بعد سقوط النظام السابق
اقرأ أيضاً:كيف أضاع تفكيك الجيش بوصلة الأمن في سوريا خلال 2025؟