حلب: ضغوط أميركية أسفرت عن وقف الاشتباكات بين الحكومة السورية و«قسد»

كشفت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا عن ممارسة الولايات المتحدة الأميركية ضغوطاً مكثفة على كلٍّ من الحكومة السورية الانتقالية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لوقف الاشتباكات في مدينة حلب بشكل فوري.

وأكد مصدران منفصلان، أحدهما من «قسد» والآخر من الحكومة السورية، أن واشنطن أجرت اتصالات مباشرة مع الطرفين عبر فريق وزارة الخارجية الأميركية المعني بالملف السوري، والموجود في الأردن، بهدف احتواء التصعيد ومنع توسعه.

مخاوف أميركية من اتساع رقعة المواجهة:

وبحسب المصدر، فإن التحرك الأميركي يهدف إلى منع امتداد الاشتباكات من أحياء حلب إلى ريف حلب الشرقي ومحافظة دير الزور، لما لذلك من تداعيات أمنية أوسع.

وأشار المصدر الحكومي إلى أن واشنطن فرضت التهدئة في إطار مساعيها للدفع نحو اتفاق سياسيعسكري بين الحكومة السورية و«قسد»، يمهّد لبدء عملية دمج القوات العسكرية والأمنية قبل نهاية العام الجاري.

تصعيد ميداني متزامن مع اجتماع رفيع في دمشق:

وجاءت هذه التطورات عقب تصعيد ميداني لافت على خطوط التماس في حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، بالتزامن مع اجتماع رفيع المستوى في القصر الرئاسي بدمشق جمع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني مع وزيري الخارجية والدفاع التركيَّين حاقان فيدان ويشار غولر، إضافة إلى رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالن.

ويأتي التصعيد في ظل مؤشرات متزايدة على احتمال انزلاق الطرفين نحو مواجهة عسكرية أوسع، مع اقتراب انتهاء المهلة المحددة لتنفيذ اتفاق العاشر من آذار الموقع بين الشرع وقائد «قسد» مظلوم عبدي.

تبادل اتهامات بين الحكومة و«قسد»:

تبادلت الحكومة السورية و«قسد» الاتهامات بشأن المسؤولية عن القصف والاشتباكات. واتهمت وزارة الداخلية السورية قوات «قسد» بـ«مهاجمة قوات الأمن الداخلي على الحواجز المشتركة عقب انسحابها المفاجئ منها»، ما أسفر عن إصابة عنصر من الأمن الداخلي وآخر من الجيش، إضافة إلى إصابات في صفوف المدنيين والدفاع المدني.

في المقابل، أكدت وزارة الدفاع السورية، في تصريح لوكالة «سانا»، أن «قسد» نفذت هجوماً مفاجئاً على نقاط انتشار الجيش وقوى الأمن في محيط حي الأشرفية، مشيرة إلى أن القوات الحكومية ردّت على مصادر النيران التي استهدفت منازل المدنيين.

رواية «قسد» وسقوط قتلى مدنيين:

من جهته، أعلن المركز الإعلامي لـ«قسد» إصابة عنصرين من قواته جراء هجوم نفذته فصائل تابعة لوزارة الدفاع السورية على أحد حواجزه في حلب، محمّلاً الحكومة مسؤولية التصعيد، وواصفاً ما جرى بأنه «نهج تصعيدي منفلت».

وأعلنت مديرية صحة حلب مقتل أربعة مدنيين، بينهم امرأتان وطفل، جراء استهداف قسد لأحياء سكنية في المدينة.

مصادر محلية: القصف من مواقع حكومية:

وأفادت مصادر أهلية للمرصد السوري بأن قذائف المدفعية التي سقطت في حي الجميلية أُطلقت من مواقع عسكرية تابعة لوزارة الدفاع السورية، وتحديداً من داخل مقر الشرطة العسكرية في منطقة الفيض، على مسافة قريبة من المنازل المستهدفة، ما أدى إلى مقتل سيدة وإصابة آخرين بجروح خطرة.

اتفاق تهدئة مؤقت في أحياء حلب:

وأكدت مصادر محلية التوصل إلى اتفاق تهدئة بين الحكومة السورية الانتقالية و«قسد» في حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية، بهدف وقف الاشتباكات ومنع توسعها داخل الأحياء السكنية.

كما أعلنت إدارة الإعلام في وزارة الدفاع أن قيادة أركان الجيش أصدرت أوامر بوقف استهداف مصادر نيران «قسد» بعد تحييد عدد منها، مؤكدة أن الجيش لم يسعَ إلى تغيير خطوط السيطرة، واكتفى بالرد الدفاعي لحماية المدنيين.

إقرأ أيضاً: تصعيد في حلب يهدد اتفاق 10 آذار بين الحكومة السورية و«قسد»

إقرأ أيضاً: أنقرة لـ قسد: الاندماج الفردي أو التحرك العسكري.. والصبر بدأ ينفد

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.