سوريا: إغلاق أسواق المواشي بجميع المحافظات لمواجهة تفشي “الحمى القلاعية”
يواجه قطاع الثروة الحيوانية في سوريا أزمة وبائية حادة مع التفشي المتسارع لمرض “الحمى القلاعية”، الذي بات يهدد ما تبقى من أمن غذائي في البلاد.
ومع تجاوز نسب الإصابة حاجز الـ 30% في بعض المناطق، وجدت الجهات المعنية نفسها مضطرة لاتخاذ قرارات قاسية لمحاصرة الفيروس العابر للمحافظات.
خارطة الوباء: الرقة في واجهة الخطر
وفقاً لتقارير ميدانية نقلتها وكالة “نورث برس” عن “محمد العبد الله”، مسؤول المستوصف البيطري في الرقة، فإن الظروف المناخية الحالية من برد ورطوبة شكلت بيئة مثالية لنشاط الفيروس الذي يصيب الحيوانات مشقوقة الظلف.
أرقام مقلقة من الميدان:
الخط الشمالي لريف الرقة: تجاوزت نسبة الإصابات 30%.
الخط الجنوبي: سُجلت إصابات بنسبة 20% مع رصد حالات نفوق بين الحيوانات.
حالة طوارئ: إغلاق الأسواق وحظر التنقل
في استجابة وصفت بـ “الحازمة” لكسر سلسلة العدوى، وبحسب معلومات تقاطعت مع ما نشره “تلفزيون سوريا”، دخلت إجراءات استثنائية حيز التنفيذ منذ يوم الخميس 18 كانون الأول/ديسمبر، وشملت:
- إغلاق كامل لجميع أسواق المواشي الحية في البلاد لمدة 21 يوماً (وهي فترة تقييم وبائي ومراقبة).
- حظر مؤقت لحركة انتقال الحيوانات بين المحافظات السورية لمنع انتقال العدوى من البؤر المصابة.
- تكثيف الرقابة الميدانية على العيادات البيطرية والتدقيق في إجازات استيراد اللقاحات.
التحديات العلاجية وخيارات اللقاح
يؤكد المختصون أن السيطرة على مرض “الحمى القلاعية” تزداد تعقيداً بسبب طرق انتقاله المتعددة (الهواء، الحشرات، الاحتكاك المباشر).
وتتوفر حالياً عدة أنواع من اللقاحات في الأسواق المحلية، من أبرزها اللقاح التركي (FMD)، واللقاحين الروسي والبريطاني، حيث يُعد الأخير الخيار الأكثر فاعلية للحد من الانتشار في حال توفره.
مطالبات بحماية “الأمن الغذائي”
إلى جانب اللقاحات، شدد العبد الله على ضرورة تأمين دورات علفية منتظمة لرفع كفاءة الجهاز المناعي للمواشي، وتشديد الرقابة المخبرية على الأدوية البيطرية في مخابر شمال وشرق سوريا.
ورغم هذه التحركات، يسود الصمت الرسمي حيال الإحصائيات الشاملة على مستوى البلاد، مما يضع المربين في حالة من القلق والترقب، وسط مخاوف من تحول الأزمة إلى كارثة اقتصادية تضاعف من معاناة السوريين في تأمين احتياجاتهم الغذائية الأساسية.
اقرأ أيضاً:ارتفاع أسعار الأدوية يدفع السوريين إلى الطب البديل: أزمة صحية واقتصادية متفاقمة
اقرأ أيضاً:نفوق عشرات الأبقار في القامشلي بسبب وباء مجهول وغياب اللقاحات