ترحيل أول لاجئ سوري من ألمانيا منذ 2011
في خطوة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الصراع في سوريا عام 2011، نفذت السلطات الألمانية أول عملية ترحيل لمواطن سوري مدان بجرائم جنائية
مما يمثل تدشيناً لسياسة أمنية جديدة تنهي سنوات من تعليق الإعادة القسرية إلى سوريا.
سجل جنائي ينهي حق الحماية
أفادت وزارة الداخلية الألمانية أن الشخص الذي تم ترحيله (37 عاماً) يملك سجلاً جنائياً حافلاً بالجرائم الخطيرة التي ارتكبها أثناء إقامته في ولاية شمال الراين–وستفاليا، ومن أبرزها:
- السطو المسلح والابتزاز.
- الاعتداء الجسدي العنيف.
وقد غادر المُرحّل الأراضي الألمانية صباح الثلاثاء عبر رحلة جوية مدنية متجهة إلى دمشق، تحت إشراف مباشر من الشرطة الاتحادية.
الرسالة السياسية: “لا تهاون مع المهددين للأمن”
جاء تعليق وزير الداخلية، ألكسندر دوبرينت، حازماً ليعكس ضغوط الائتلاف الحاكم والمعارضة على حد سواء، حيث أكد أن الدولة لن تسمح ببقاء من يرتكبون جرائم خطيرة ويهددون السلم المجتمعي، مشدداً على أن “الحزم والرقابة” هما عنوان المرحلة المقبلة.
السياق القانوني والزمني (2024 – 2025)
لم يكن هذا القرار وليد الصدفة، بل جاء نتيجة تراكمات سياسية وقانونية شهدها العام الحالي:
تغيير الوضع الميداني: ساهم سقوط النظام السوري السابق في ديسمبر 2024 في تغيير التقييم الأمني الألماني للبلاد، مما مهد الطريق لإعادة تقييم ملفات اللجوء.
التنسيق الأوروبي: حذت ألمانيا حذو النمسا، التي كانت السباقة في المطالبة بإعادة اللاجئين الجنائيين إلى سوريا.
إلغاء الحماية: باشر المكتب الاتحادي للهجرة (BAMF) بمراجعة آلاف الملفات، حيث تم بالفعل سحب صفة اللاجئ من عشرات السوريين المتورطين في قضايا أمنية أو جنائية.
بيانات حول التواجد السوري والعودة
تستضيف ألمانيا حوالي مليون سوري، يمثلون إحدى أكبر الجاليات الأجنبية في البلاد. وبينما بدأت السلطات في ترحيل “الخطرين”، تشير الإحصاءات إلى نمو في مسار “العودة الطوعية”:
800 شخص عادوا طواعية في الأشهر الخمسة الأولى من العام.
2000 شخص مسجلون حالياً في برامج العودة المدعومة مالياً.
تعد هذه الخطوة إشارة قوية لمستقبل التعامل مع ملف اللجوء في ظل صعود التيارات اليمينية وتغير الخارطة السياسية في منطقة الشرق الأوسط، مما يضع ملفات آلاف “الجانحين” تحت مجهر الترحيل المباشر.
اقرأ أيضاً:الجدل حول عودة السوريين إلى ألمانيا: بين القلق السياسي والواقع المعيشي
اقرأ أيضاً:جدل واسع: تغريدة لإيلون ماسك تدعو لترحيل السوريين بسبب رفع العلم السوري في أوروبا