أثار إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو” ووزير حربه السابق “يؤآف غالانت”، قلق وخوف الكيان الصهيوني والداعمين له، وتحديداً بعد إعلان عدد كبير من الدول التزامها بقرار المحكمة والتوعد باعتقال الصهيونيين حال وصولهما إلى أراضيهم.
وأشارت صحيفة “غارديان” البريطانية إلى أن مذكرات الاعتقال تشكل زلزالاً في المشهد القانوني العالمي، مؤكدة أنه من الصعب تجاهل وصمة العار التي تلحق بـ”نتنياهو” ووزير حربه السابق كونهما متهمين بارتكاب جرائم حرب.
ونبهت الصحيفة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توجيه اتهامات لحليف غربي بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من قبل هيئة قضائية عالمية، منوهة إلى أن موافقة قضاة المحكمة على أوامر الاعتقال سوف تغير إلى الأبد موقف المحكمة وتضغط بشكل أكبر على حلفاء دولة الاحتلال.
بدوره، وصف موقع “إكسيوس” الأمريكي قرار المحكمة بالخطوة “الدرامية”، لافتاً إلى أن القرار سيؤدي إلى زيادة عزلة “إسرائيل” دولياً وزيادة الضغوط على “نتنياهو” لإنهاء الحرب في غزة.
كما أكدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أنّ المسؤولين “الإسرائيليين” يشعرون بالقلق من قرار المحكمة، مشيرة إلى أن أكثر ما يقلقهم هو أنّ تفاصيل الاتهامات لا تزال سرية.
ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أنّه من شأن خطوة المحكمة أن تعقّد سفر “نتنياهو” و”غالانت”، اللذين قد يُعتقلان في أي من الدول الأعضاء في المحكمة، والبالغ عددها 124 دولة، والتي هي مُلزمة من الناحية الفنية بتنفيذ أوامر الاعتقال.
وأكدت عدة دول حول العالم التزامها بقرار المحكمة واعتقال “نتنياهو” في حال محاولته السفر، ومن هذه الدول: سلوفينيا، أيرلندا، إيطاليا، كندا، بريطانيا، فرنسا، هولندا، سويسرا، قبرص، الصين، إسبانيا، بلجيكا، وغيرهم العديد.
في حين أعلنت المجر رفضها للقرار، قائلة: “لا خيار أمامنا سوى تحدي هذا القرار، سأدعو نتنياهو للمجيء إلى المجر حيث يمكنني أن أضمن له أن قرار المحكمة الجنائية الدولية لن يكون له أي تأثير.”
كما قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن برلين ستدرس خطواتها بعناية، مبيّناً أنه لن تتوفر تفاصيل إلا عندما تكون زيارة نتنياهو وغالانت إلى ألمانيا متوقعة.
وأضاف أن ألمانيا من أكبر الداعمين للمحكمة الجنائية الدولية، لكنه شدد في الوقت نفسه أنه “نتيجة التاريخ الألماني، لدينا روابط فريدة ومسؤولية كبيرة تجاه إسرائيل.”
ومن جهته، وصف الرئيس الأميركي “جو بايدن” قرار الجنائية الدولية بأنه أمر شائن، وقال “مهما تكن الأدلة التي تقدمها المحكمة فإنه لا يمكن المساواة بين حماس وإسرائيل”.
وجدد “بايدن” موقف بلاده بالوقوف إلى جانب الكيان الصهيوني في مواجهة ما سماها “التهديدات التي يتعرض لها أمنه.”
اقرأ أيضاً: “فيتو” مجلس الشيوخ مسلط على كل من يمنع الأسلحة عن “إسرائيل”