الغزو الوحشي لفلسطين ولبنان ينذر بالكارثة.. “إسرائيل” غدة سرطانية مدمرة يجب اجتثاثها
البلاد العربية والإسلامية كلها لن تسلم من شر "إسرائيل" إلا باستئصالهم، والقضاء على الكيان الخبيث، أي شيء غير ذلك إنما هو ضياع للوقت
داما بوست-خاص| حين أطلق مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني على “إسرائيل” اسم “الغدة السرطانية” أصاب كبد الحقيقة، فمعلوم أن السرطان إذا ما ترعرع في أي جسم من أجسام البشر، فإنه يعمل على الفتك بذلك الجسم، ويخلخل الهيكل الذي ينمو ويتكاثر فيه، والمستوطنات هي تلك الخلايا السرطانية التي نمت منذ تأسيس هذه الغدة الخبيثة في عام 1948.
الإمام الخميني وقف موقفاً ثابتاً، وأكد أن البلاد العربية والإسلامية كلها لن تسلم من شر “إسرائيل” إلا باستئصالهم، والقضاء على الكيان الخبيث، أي شيء غير ذلك إنما هو ضياع للوقت، وإتاحة للفرصة أمام “إسرائيل” أن تتمكن أكثر وأكثر، حتى أنه قال “إن إسرائيل تطمح إلى الاستيلاء على الحرمين الشريفين، وليس فقط على القدس، إسرائيل تطمح للاستيلاء على مكة المكرمة، على الكعبة المشرفة، وعلى المدينة المنورة”.
إذاً لا بد من الإسراع والعمل على استئصال الورم السرطاني حتى يتمكن الإنسان من العيش والاستمرار والحياة بصحة، والمنطقة الشرق الأوسطية كجسم الإنسان لن يكتب لها العيش بصحة وراحة وسلام دون القضاء على الغدة السرطانية الإسرائيلية واستئصالها إلى غير رجعة.
هذا الموضوع نبه إليه أيضاً الأمين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصر الله، وأكد على حتمية النصر عليه واستئصاله من قلب المنطقة، فالكيان الصهيوني لا يمكن أن يكون ورماً خبيثاً حميداً يمكن التعايش معه، بل هو وبال وكارثة على المنطقة برمتها، وعلى العالم ككل.
و”إسرائيل” ليس من الممكن المصالحة معها، ولا السلام، ولا الوفاق معها، وكل ما يشاع عن سلام واتفاقيات ما هو سوى مجرد كلام وثرثرة تذروها الرياح، ورأينا كيف نقضت “إسرائيل” اتفاقية كامب ديفيد مع مصر واحتلت محور فيلادلفيا مؤخراً، وقد نقضت ولا تزال معضم اتفاقيات السلام المزعومة التي وقعتها في المنطقة، فهي لا تراعي أي مواثيق أو عهود تبرم معها، وأوسلو تشهد على ذلك.
“إسرائيل” بالفعل غدة صهيونية خبيثة، وكيان طامع، بالتكاثر على جميع خلايا المنطقة السليمة ليس فقط في فلسطين، وليس فقط في لبنان، بل إنها تطمح إلى الهيمنة الكاملة على البلاد الإسلامية والعربية من محيطها إلى خليجها، في مختلف المجالات، وتطمح إلى أن تقيم لها “دولة” مزعومة من “الفرات إلى النيل”، من النيل في مصر إلى الفرات في العراق، لأن هذه الرقعة هي التي يعتقد اليهود أنها الأرض التي كتبها الله لهم، وهي أرض الميعاد التي لا بد أن تكون تحت سيطرتهم وبحوزتهم، وأن يقيموا عليها دولتهم المزعومة.
الصهاينة قاموا بتوزيع الأدوار فيما بينهم لنقض العهود والقرآن الكريم تحدث عن اليهود كثيراً، ومما قاله عن اليهود ومما وصفهم به “أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ”، فإذا ما عاهد “حزب العمل” عهداً نقضه “حزب اللَّيكود” عندما يتسلم السلطة، وإذا ما دخل اللَّيكود في معاهدات ومواثيق مع الفلسطينيين ومع العرب نقضه “حزب العمل” عندما يتسلم السلطة، وهذا ظهر جلياً في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
والثابت أن الولايات المتحدة هي من تخطط لأكاذيب واتفاقيات السلام، وتقوم بالجولات المكوكية والدبلوماسية عبر وزراء خارجيتها إلى المنطقة لتزرع الأوهام، وتدعي أنها تحاول إنهاء الحروب ورئب الصدوع، وهي من تشعلها وتصب الزيت على النار في كل النزاعات ليس في منطقتنا وحسب بل في كل أصقاع العالم.
ما يحصل اليوم في الحرب المجنونة على غزة ولبنان يؤكد أن “إسرائيل” وصلت لمرحلة من العربدة والتوحش أصبح كل شي مباح في قاموسها، وباتت تشكل خطراً وجودياً على المنطقة، فلا خطوط حمراء لديها، واستطاعت أن تصل إلى درجة توهمت أن لا أحد يستطيع أن يوقفها، فكانت لها سواعد المقاومة بالمرصاد، مع أن الغرب وراءها يدعمها بالمال والسلاح والتخطيط، ويعملون على تهيئة الأجواء المناسبة لها لتفتك بدول المنطقة حتى يتنتصر المشروع الغربي فيها.
قضية “إسرائيل” وسرطانها المتنامي ليست قضية تخص الفلسطينيين، إنها قضية المسلمين والعرب جميعاً، حتى لو اعترف البعض بـ “إسرائيل”، وظنوا أنها غدة سليمة يمكن التعايش معها والتطبيع مع كيانها، فإنه لا يجوز للمسلمين والعرب أن يقروهم على ذلك، ولا يجوز للمسلمين والعرب أن يتخلوا عن مبادئهم وجهادهم في سبيل إزالة هذه “الغدة السرطانية” كما أطلق عليها الإمام الخميني.
وهذا التوصيف واضح وجلي للعيان، ألسنا نرى في مختلف وسائل الإعلام ما يقوم به الإسرائيليون وجيشهم المضطرب المجنون في داخل فلسطين ولبنان من قتل بأبشع الصور وتخريب للمنازل، بعيداً عن ساحات المعارك المهزومين فيها، ومن هنا وجب العمل بكل قوة على إنقاذ الأمة من الغدة السرطانية “إسرائيل”.
المقاومة في لبنان وفلسطين عينها على الهدف ويدها على الزناد، وهي جادة وملتزمة في الجهاد من أجل مواجهة “إسرائيل” وتعرف مدى الألم الذي تعاني منه الأمة العربية والإسلامية بسبب وجود هذه الغدة السرطانية التي لا علاج لها سوى الاجتثاث بالصواريخ والرصاص، والميدان والأيام والليالي بين المقاومة الباسلة وجيش الاحتلال.