جبل الورد: اعتداء طائفي يسلّط الضوء على الفوضى الأمنية في ضواحي دمشق

شهدت منطقة جبل الورد في ضاحية الهامة بريف دمشق هجوماً مسلّحاً استهدف السكان المحليين، حيث أطلق المهاجمون عبارات طائفية وتهديدات مطالبة للأهالي بمغادرة منازلهم، في حادثة أثارت حالة من الذعر والاستنكار الواسع.

ووفقاً لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مجموعة من الأشخاص يستقلون دراجات نارية هاجموا عدداً من المحال التجارية والمنازل في جبل الورد، وهو حيّ يقطنه مواطنون من الطائفة العلوية، ما أسفر عن إصابة شاب وفتاة بجروح وكسور جراء إطلاق النار وتكسير واجهات المحلات.

إقرأ أيضاً: الأخبار: تهجير العلويين من حي السومرية في دمشق: مخطط لتقسيم سوريا؟

وأشار المرصد إلى أن قوات الأمن العام السوري تصدّت في البداية لمحاولة الهجوم، إلا أن المهاجمين تمكنوا في المرة الثانية من اختراق الحي والاعتداء على السكان قبل أن تتدخل القوات الأمنية وتطوّق المنطقة دون ملاحقة المنفذين.

الصحفية ميريلا أبو شنب نشرت صورة لأحد الشبان الذين تعرضوا للضرب المبرح خلال الهجوم، لكنها قامت لاحقاً بحذف الصورة حفاظاً على سلامته، بعد تلقيه تهديدات من المعتدين. ونقلت أبو شنب عن إحدى طالباتها من سكان الحي أن المسلحين اقتحموا المنطقة مدججين بالعصي والسكاكين وبعض الأسلحة، وبدأوا بتكسير المحال وإغلاق المداخل وإطلاق الشتائم والتهديدات للسكان.

وأكدت الطالبة أن الشاب الذي ظهر في الصورة كان يحاول إنقاذ قريبه المصاب بطعنات خطيرة عندما تعرّض بدوره للضرب، مشيرة إلى أن قوات الأمن فرضت طوقاً أمنياً حول جبل الورد وبدأت بملاحقة المهاجمين، في حين يعيش السكان حالة من الخوف بعد أن تم تفتيش المنازل سابقاً وإخراج كل من كان على علاقة بالنظام السابق من ضباط وعسكريين حيث خرجوا ولم يعودوا إلى المنطقة، وكل من عاد لها كانوا من المدنيين.

تصاعد الفوضى وغياب القانون:

وجاء الهجوم بعد ساعات من احتجاجات في منطقة مساكن صحارى قرب قدسيا، حيث ظهر في مقطع مصوّر أحد المشاركين في الاحتجاج يعلن أنه من “المجاهدين” الذين سكنوا المنطقة بعد سقوط النظام، مبرراً بقاءه في منازل “استملكتها الدولة سابقاً”، ورافضاً إخلاءها بحجة أنها كانت أرضهم.

وخلال حديثه، اقترح الشخص أن يتم “تفريغ” منازل في جبل الورد خلال دقائق لإسكان قادمين جدد، في مشهد يجسّد حالة الفوضى الأمنية والاستقواء بالسلاح وسط غياب واضح لسلطة القانون.

ويرى ناشطون أن تزامن الاحتجاجات والهجوم يشير إلى وجود ارتباط مباشر بين الحادثتين، وأن ما يجري يتجاوز الخلافات العقارية إلى أبعاد طائفية خطيرة، خاصة أن مناطق أخرى في دمشق مثل السومرية شهدت اعتداءات مشابهة في فترات سابقة دون أي تحرك رسمي لوقفها أو محاسبة المسؤولين عنها.

ويحذّر مراقبون من أن استمرار هذه الهجمات يهدد النسيج الاجتماعي في العاصمة السورية، ويعكس تنامي مظاهر الفوضى المسلحة وغياب المساءلة، في وقت تتزايد فيه التوترات وتضعف فيه هيبة الدولة في مواجهة الاعتداءات على المدنيين.

إقرأ أيضاً: رويترز: حي السومرية بدمشق أشبه بـ مدينة أشباح

إقرأ أيضاً: تصاعد الانتهاكات والتوتر الطائفي في حمص: عناصر أمنية متهمة بالاستغلال والابتزاز

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.