مفوضية اللاجئين: عودة اللاجئين السوريين محفوفة بالتحديات ونقص حاد في الدعم الدولي
على الرغم من التغيرات السياسية الأخيرة في سوريا وسقوط نظام الأسد، تظل عودة اللاجئين إلى بلادهم تواجه تحديات كبيرة، أبرزها نقص الخدمات الأساسية وعدم كفاية الدعم الدولي.
أكدت عسير المضاعين، نائبة رئيس بعثة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا، أن الدعم الدولي الحالي “لا يواكب حجم الاحتياجات الهائل” داخل البلاد، مشيرةً إلى أنه غير كافٍ لتلبية احتياجات العائدين والمجتمعات المحلية المضيفة.
غياب الخدمات الأساسية يعيق الاستقرار
أوضحت المضاعين أن المفوضية تجد صعوبة متزايدة في تهيئة الظروف المناسبة للعودة الطوعية، خاصة في المناطق التي دمرتها الحرب، والتي تفتقر بشدة إلى البنية التحتية والخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والرعاية الصحية والتعليم.
شدّدت المسؤولة الأممية على أن المفوضية “لا تشجع” العودة في الوقت الراهن، بل تعمل على “تسهيل العودة الطوعية” لمن يرغب، مؤكدة أن “الأعباء والتحديات الميدانية الكبيرة تحول دون إطلاق أي برنامج لتشجيع العودة”.
والعائق الأكبر هو غياب الخدمات الأساسية، مما يجعل الاستقرار بعد العودة “أمراً بالغ الصعوبة”.
ورغم أن العودة أكثر نشاطاً في المدن الكبرى مثل دمشق وريفها، وحلب وحمص وحماة ودرعا، فإن بعض العائدين يضطرون للتوجه إلى مناطق أكثر أمناً واستقراراً بدلاً من قراهم الأصلية غير الصالحة للسكن.
مطالبة برؤية دولية واضحة وتمويل أوسع
للتغلب على هذه التحديات، تحتاج الأمم المتحدة، وفقاً للمضاعين، إلى “رؤية واضحة من المجتمع الدولي لمستقبل سوريا”، و”شراكات دولية أوسع” لتأمين التمويل اللازم لدعم برامج إعادة الإعمار الجزئي والبنى التحتية الحيوية.
وفيما تنفذ المفوضية برامج دعم محدودة في الأردن ولبنان وتركيا لتسهيل العودة الطوعية عبر تقديم منح ومساعدات لوجستية ووسائل نقل، إلا أن هذه البرامج “ما تزال محدودة ولا تواكب الأعداد الكبيرة” الراغبة في العودة.
في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي، شهدت سوريا إحدى أكبر موجات العودة الطوعية، حيث عاد مئات الآلاف من اللاجئين، معظمهم من تركيا، بينما ما يزال الملايين موزعون في دول الجوار وأوروبا.
وتؤكد المفوضية أن الطريق إلى عودة آمنة وكريمة ما زال طويلاً، ويتطلب “استقراراً سياسياً واقتصادياً حقيقياً، يرافقه التزام دولي طويل الأمد بدعم سوريا في مرحلة التعافي”.
اقرأ أيضاً:هل انقلب أحمد الشرع على رفاق دربه؟ حملة أمنية تعيد فتح ملف المقاتلين الأجانب في إدلب
اقرأ أيضاً:الأمم المتحدة تطلب نحو 3 مليارات دولار لإغاثة أكثر من 10 ملايين سوري