الشرع في قمة كونكورديا: رفع العقوبات ضرورة لمستقبل سوريا
أجرى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع حوارا مع الجنرال ديفيد بترايوس، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، خلال فعاليات قمة كونكورديا في نيويورك، حيث ناقش التحول الجذري في سوريا من الحرب إلى البناء والسياسة.
رؤية جديدة لسوريا: الأمن، الاستقرار، ورفع العقوبات
أكد الشرع أن المرحلة الراهنة تختلف كليًا عن سابقاتها، مشيرًا إلى أن الظروف التاريخية الصعبة التي مرت بها المنطقة، من احتلال العراق إلى النزاعات في فلسطين وسوريا، قد أثرت على الخيارات في تلك المرحلة.
وشدد على أن النية كانت دائمًا حماية حقوق الإنسان والدفاع عن المدنيين.
وفي رده على سؤال بترايوس حول تحوله من رجل حرب إلى رئيس دولة، أجاب الشرع بأن “من خاض الحرب هو أكثر إنسان يعلم أهمية السلام”. وأضاف أن “الماضي له أحكام خاصة به، وعندما نريد محاكمة التاريخ يجب أن نحاكمه بقوانين الماضي لا بقوانين الحاضر”.
وفي سياق الحديث عن معركة تحرير دمشق، أكد الشرع أن النجاح لم يكن فقط بسبب القوة العسكرية، بل بفضل الإرادة القوية، والتخطيط الاستراتيجي، ودعم المدنيين، مما سمح بالوصول إلى العاصمة في وقت قصير وبأقل التكاليف. وأشار إلى أن القواعد العسكرية خلال المعركة كانت تركز على التعامل مع المدنيين “بلطف ورحمة وتسامح”.
أوضح الشرع أن الأولوية الآن هي تحقيق الأمن والاستقرار، وتوحيد الأراضي السورية، والحد من انتشار السلاح. وشدد على أن رفع العقوبات عن سوريا ضرورة ملحة، مشيدًا بشجاعة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا الصدد، وداعيًا الكونغرس لاستكمال هذه الجهود، لأن العقوبات باتت تستهدف الشعب السوري.
تحديات داخلية وعلاقات خارجية
وتطرق الحوار في قمة كونكورديا إلى ضرورة دمج جميع التشكيلات العسكرية، بما في ذلك قوات “قسد”، في الجيش السوري الموحد. وأكد الشرع أنه أبلغ قائد “قسد” مظلوم عبدي بأن حقوق الأكراد مصانة، وأن بقاء كيان “قسد” منفصلًا يمثل خطرًا على سوريا والمنطقة.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل، أكد الشرع أن سوريا تسعى إلى تحقيق تهدئة عبر العودة إلى اتفاقية عام 1974، ولكن هذا يتطلب انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها.
وأشار إلى أن إسرائيل لا تزال تحتل الجولان، وأنها قامت بآلاف الغارات والتوغلات العسكرية منذ وصوله إلى دمشق، وهو ما يعتبر “عدوانًا” و “إعلان حرب”.
أكد الشرع أن سوريا تتطلع إلى مرحلة جديدة من التنمية الاقتصادية، مشددًا على أن البلاد تمتلك كوادر وخبرات وموارد متنوعة. واختتم حواره بالقول: “لا تخشوا على سوريا، ارفعوا العقوبات، وانظروا إلى النتائج”.
من جانبه، أشاد الجنرال بترايوس بالرئيس الشرع، قائلًا: “لديك الكثير من المعجبين وأنا واحد منهم… الحوار معك ملأني بالأمل، رؤيتك قوية وواضحة، أسلوبك مبهر للغاية، أتمنى لك الحكمة والنجاح في مهمتك”.
اقرأ أيضاً:هل ذهب الشرع إلى نيويورك ليتنازل أم ليرفع العقوبات عن سوريا؟
اقرأ أيضاً:زيارة الشرع إلى نيويورك: ماهي الملفات المطروحة على الطاولة؟