ارتفاع معدلات الانتحار عن العام الماضي… اختصاصي يشرح لـ”داما بوست” الأسباب والنصائح
كثرت الحالات المسجلة لأشخاص من فئة الشباب توفوا جراء جلطات مفاجئة أصابتهم جراء الوضع الاقتصادي المتردي وصعوبات الحصول على فرص عمل مناسبة.
داما بوست -عمار ابراهيم| يكاد لا يمر أسبوع واحد دون تسجيل حالة انتحار في مختلف أنحاء المحافظات السورية، وذلك باختلاف الطرق التي يقرر فيها الشخص إنهاء حياته.
بالإضافة إلى ذلك، كثرت الحالات المسجلة لأشخاص من فئة الشباب توفوا جراء جلطات مفاجئة أصابتهم جراء الوضع الاقتصادي المتردي وصعوبات الحصول على فرص عمل مناسبة.
وكشفت إحصائية من قبل وزارة الصحة أن 620 شخصاً فقدوا حياتهم في النصف الأول من العام الجاري إثر إقدامهم على الانتحار، وبزيادة 8% مقارنة عن العام الماضي.
اقرأ أيضاً: معلومات عن انتحار سيدة بإحراق نفسها شمال الرقة.. أربع حالات انتحار خلال أيام
وبحسب الإحصائية فإن مجمل الحالات المسجلة خلال العام الماضي بأكمله بلغت 675 حالة، ما بين 325حالة للإناث، مقابل 295 حالة انتحار بين الذكور.
وللحديث عن هذه الأرقام وأسباب زيادة حالات الانتحار، تحدث الاختصاصي والمعالج النفسي رامي جمعة لـ”داما بوست” قائلاً إن: “الأوضاع المعيشية التي تزداد سوءاً ترخي بظلالها بشكل كبير، من حيث غياب فرص العمل وانتشار البطالة وعجز الشباب والشابات عن تأمين أبسط مستلزمات الحياة مما يدفع بالبعض إلى التفكير بإنهاء حياتهم في جائحة خطيرة تعصف بالمجتمع السوري”.
وتابع “جمعة” بأن: “ظاهرة الانتحار بدأت بالازدياد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة في مختلف المناطق السورية وبدأت تظهر للعلن والانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام على حد سواء”.
وبين رامي أن “أسباب ودوافع الانتحار متعددة، منها ما يعود لجذور نفسية، وبعضها الآخر والغالب حالياً هو الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة”.
وأضاف رامي بأن: “الدافع والسبب النفسي يمثله الاكتئاب بالدرجة الأولى والشعور بالفشل في بعض الأحيان، سواء كان على صعيد العمل أو الدراسة، وهو ما يدفع بالشخص لإنهاء حياته مع عدم قدرته على تجاوز الضغط النفسي”.
بينما تشكل الضغوط الاقتصادية الراهنة عاملاً رئيسياً في زيادة تلك المعدلات للأسف، حيث يجد الكثيرون أنفسهم عاجزين عن تأمين مستلزمات الحياة وسط انتشار البطالة وضعف القدرة المالية، بحسب الاختصاصي رامي جمعة.
وتابع رامي بأن: “للتجارب والذكريات القاسية تأثير كبير على الشخص وقد تدفعه لإنهاء حياته، ومثال على ذلك الاضطرابات المتبقية من غترة الطفولة كالضرب والاعتداء الجنسي.
وشدد رامي على أهمية تقديم العلاج والدعم النفسي في ظل الأوضاع الصعبة في سوريا، لتقليل حالات الانتحار ومساعدة الأشخاص على تجاوز المحن النفسية التي يمرون بها، من خلال التوعية الاجتماعية بشكل أساسي.
اقرأ أيضاً: انتحار رجل عبر تفجير نفسه بقنبلة في حمص.. مصدر طبي لـداما بوست: يعاني من مشاكل نفسية
يشار إلى أن حالات الانتحار توزعت على الفئة العمرية من 61 عاماً وما فوق، إذ بلغ عدد الحالات 71 حالة بين الإناث مقابل 59 حالة بين الذكور، ومن 19 إلى 16 عاماً، لوحظت زيادة في حالات الانتحار بين الذكور إذ بلغ عددهم 202 حالة بين الذكور، مقابل 176 حالة بين الإناث.
أما الفئة العمرية من 12 إلى 18 عاماً بعدد حالات 76 حالة بين الإناث، مقابل 31 حالة بين الذكور، بينما الفئة العمرية الأقل من 12 عاماً، بلغ عدد حالات الانتحار بين الإناث حالتين، مقابل 3 حالات بين الذكور.
من جانبه، أوضح المدير السابق لمشفى ابن رشد للأمراض النفسية جلال شربا، أنّ الأمراض النفسية التي تؤدي إلى الانتحار تشمّل “الاكتئاب المزمن المعند، الاضطرابات الذّهانية أو الفصام، واضطراب الشخصية”.
وأشار إلى أنّ ازدياد نسب الاكتئاب في سوريا يعود إلى ظروف الحرب المستمرة منذ ما يزيد على 10 سنوات، والتي أثّرت في مختلف نواحي حياة الشعب.