ترسيم الحدود اللبنانية السورية: جدل حول “الورقة الأميركية” وموقف دمشق الغائب
لا ينحصر الترقب الرسمي اللبناني في انتظار رد “إسرائيل” على الورقة الأميركية الخاصة بتثبيت وقف إطلاق النار وحصر السلاح بيد الدولة، بل يتعداه إلى انتظار موقف رسمي سوري من البنود المتعلقة ببيروت ودمشق.
فالوثيقة الأميركية تضمنت فصلين أساسيين:
الأول: مبادرة لترسيم الحدود البرية والبحرية والمناطق الاقتصادية الخالصة بين لبنان وسوريا، عبر لجنة ثلاثية تضم ممثلين عن البلدين وخبراء من الأمم المتحدة، بدعم من الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية.
الثاني: خطة مشتركة لمكافحة تهريب المخدرات عبر آلية لبنانية – سورية تشرف على تفكيك ممرات التهريب.
ورغم أن لبنان صادق على الورقة منذ 7 أغسطس (آب) الماضي، إلا أن دمشق لم تعلن حتى الآن موقفها الرسمي.
غياب الموقف السوري الرسمي
وفق مصادر حكومية لصحيفة الشرق الأوسط، لم تتلق بيروت أي رد سوري حول الورقة الأميركية. وقد شدد رئيس الجمهورية جوزيف عون خلال لقائه المبعوث الأميركي توم برّاك على ضرورة الحصول على إجابات من دمشق تماماً كما من “تل أبيب”.
ويقتصر حالياً التواصل بين البلدين على القنوات الأمنية والعسكرية، مع ترقب زيارة وفد رسمي سوري إلى بيروت الأسبوع المقبل لبحث الملفات العالقة، ومن بينها:
1- ترسيم الحدود.
2- مكافحة تهريب المخدرات.
3- ملف النازحين السوريين.
4- قضية الموقوفين السوريين في لبنان.
اتفاق جدة ورعاية سعودية
في مارس الماضي، نجحت المملكة العربية السعودية برعاية اتفاق في جدة بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري، تضمن:
1- التأكيد على أهمية ترسيم الحدود.
2- تشكيل لجان قانونية مشتركة.
3- تفعيل آليات التنسيق الأمني والعسكري.
علاقات لبنانية سورية فاترة
على الرغم من الزيارتين اللتين قام بهما رئيسا الحكومة نجيب ميقاتي ونواف سلام إلى دمشق بعد سقوط النظام السابق، إلا أن العلاقات الرسمية ما زالت باردة. وكان من المفترض أن يزور وزير الخارجية السوري بيروت مؤخراً، لكن الزيارة لم تحدد بعد.
وبين انتظار الموقف السوري وتعقيدات الداخل اللبناني، يبقى ملف ترسيم الحدود أحد أبرز التحديات التي ستحدد مستقبل العلاقات اللبنانية – السورية وأمن الحدود المشتركة.
إقرأ أيضاً: ملف الموقوفين السوريين في لبنان يعود إلى الواجهة
إقرأ أيضاً: عودة اللاجئين السوريين من لبنان: تصاعد الضغوط وتسهيلات جديدة للرجوع إلى سوريا