خلافات بين الحكومة السورية والمجلس الوطني الكردي حول دعوة الحوار
تضاربت الأنباء مؤخراً بشأن دعوة الحكومة السورية للمجلس الوطني الكردي إلى حوار سياسي في دمشق. وبينما تحدثت تقارير محلية عن تراجع المجلس عن قبول الدعوة خشية من رد فعل قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، نفت مصادر مقربة من دمشق أن تكون هناك دعوة رسمية قد وُجهت أساساً.
تراجع المجلس الوطني الكردي عن الحوار؟
ذكرت شبكة “الخابور” أن المجلس الوطني الكردي وافق مبدئياً على لقاء الحكومة السورية، مشترطاً أن يكون الاجتماع غير علني، مع طرح ملف النظام اللامركزي على الطاولة. إلا أن دمشق رفضت هذه الشروط المسبقة، ما دفع المجلس إلى التراجع عن الحضور.
في المقابل، قالت مصادر أخرى إن تسريب خبر الدعوة جاء بهدف الضغط على قسد، التي تهاجم المجلس بسبب مقاطعته مؤتمر “وحدة موقف المكونات” في الحسكة، والذي خرج ببيان ختامي تبنى مطلب الدولة اللامركزية ودستور يضمن التعددية.
موقف الحكومة السورية من الحوار الكردي
نفى مصدر مقرب من دمشق أن تكون الحكومة قد وجهت أي دعوة رسمية للحوار، مؤكداً أن النظام غير مستعد لمناقشة شكل الحكم في الوقت الراهن، خصوصاً مع استمرار مماطلة قسد في تنفيذ اتفاق آذار/مارس الموقع بين الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي.
كما أكد المصدر أن دمشق ترى في الحوار العلني شرطاً أساسياً، ورفضت مقترح المجلس بعقد لقاء سري، قائلة: “من يخشى اللقاء المعلن لا يستطيع اتخاذ أي قرار”.
التوتر بين قسد والمجلس الوطني الكردي
تتهم وسائل إعلام محسوبة على قسد المجلس الوطني الكردي بتسهيل انضمام شباب أكراد من مدينة عفرين إلى صفوف الجيش والأمن السوري، وهو ما اعتُبر مؤشراً على تصاعد الخلاف بين الطرفين، خاصة مع سعي دمشق لتأكيد أنها الجهة الوحيدة المخولة بالتفاوض حول القضية الكردية في سوريا.
حراك كردي في إقليم كردستان
في الوقت نفسه، يشهد إقليم كردستان العراق تحركات سياسية لتوحيد الأطراف الكردية السورية استعداداً للتفاوض مع دمشق. وتصر الحكومة السورية على أن يكون الحوار في العاصمة دمشق حصراً، رافضة عقد المفاوضات في باريس كما اقترحت قسد.
وكانت دمشق قد أعلنت الأسبوع الماضي إلغاء مشاركتها في اجتماعات باريس، مؤكدة أن الحوار المباشر داخل سوريا هو السبيل الوحيد لتحقيق تفاهم وطني، بعيداً عن أي تدخل خارجي.
مستقبل الحوار الكردي السوري
يبقى ملف الحوار بين الحكومة السورية والمجلس الوطني الكردي معلقاً بين النفي والتأكيد، في ظل رفض دمشق أي نقاش حول اللامركزية، وتشبثها بالحوار الداخلي كخيار وحيد. وبين تصاعد الخلافات مع قسد والتحركات الكردية في الخارج، يبدو أن مستقبل المفاوضات الكردية السورية مرتبط بشكل مباشر بمدى استعداد الأطراف كافة لتقديم تنازلات واقعية بعيداً عن الضغوط الإقليمية والدولية.
إقرأ أيضاً: اتفاق 10 آذار: مفاوضات حذرة بين الحكومة السورية وقسد