أغلقت “قوات سوريا الديمقراطية”، “قسد” أحد مكاتب شركة نقل للركاب والشحن بين المحافظات السورية في مدينة القامشلي على خلفية اتهامها بـ “العنصرية”، وذلك نتيجة لرفض موظفي فرع الشركة في القامشلي لأحد دور النشر في المدينة.
وبحسب معلومات حصلت عليها “داما بوست”، فإن مدير دار للنشر غير مرخصة بشكل قانوني لدى مؤسسات الدولة السورية، وموال لـ “قسد”، توجه إلى مكتب الشركة في مدينة القامشلي بغرض شحن كتب مطبوعة باللغة الإنكليزية إلى مدينة المالكية في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، ولدى امتناع موظفي الشركة عن قبول الشحن تبعاً للقوانين المعمول بها من قبل شركتهم بالامتناع عن شحن الكتب أياً كان طابعها أو محتواها، توجه إلى مقر لـ “الأمن العام” التابع لـ “قسد” ليتقدم بـ شكوى ضد الشركة بزعم أن الشركة رفضت شحن الكتب لأن العناوين تحتوي كلمة “كردستان”.
القضية تطورت سريعاً لتحولها “قسد”، إلى مسألة سياسية، إذ صدر بيان عما يسمى بـ “الإدارة الذاتية الكردية”، التابعة لها لتقول “إن الإدارة العامة للنقل في هيئة الإدارات المحلية بالإدارة الذاتية أصدرت الأمر الإداري رقم 118 لتشكيل لجنة للتحقيق في امتناع شركة الرافدين للنقل البري عن نقل كتب تحمل غلافاً خارجياً مدونًا عليه “كردستان” بالسرعة القصوى”.
مصادر قريبة من “قسد”، قالت لـ داما بوست إن الشركة مهددة بإغلاق كامل مكاتبها ومنعها من نقل الركاب بين مدن المحافظة أو إلى المحافظات السورية الأخرى في إجراء تفرض من خلاله “قسد” سياساتها، وتلوح من خلاله بالعقوبات الشديدة لمن يبدي أي رفض لمحاولات فرضها هوية مغايرة لواقع الجزيرة السورية، خاصة وإن شركة الرافدين مملوكة لرجل أعمال يتحدر من أصول “آشورية”.
وتأتي هذه الخطوة استكمالاً لخطوات أخرى فرضتها “قسد” على التعليم منذ سنوات، حيث أغلقت العديد من المدارس الحكومية والخاصة التي رفضت مناهج “الإدارة الذاتية” التي تعرف محلياً باسم “المناهج الكردية”، حيث تحولت عملية التعليم في المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، إلى آلية لترويج أفكار منظمة “حزب العمال الكردستاني”، الموضوعة على لائحة التنظيمات الإرهابية من قبل مجموعة كبيرة من الدول على رأسها تركيا.