أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يتعين على دول “بريكس” حل المشاكل المعقدة، مشيراً إلى ضمان التعافي الاقتصادي في مرحلة ما بعد الوباء، وتحسين رفاهية المواطنين، وتحديث الصناعة، وبناء سلاسل نقل ولوجستيات تتسم بالكفاءة، وتحفيز النقل العادل للتكنولوجيا.
وجاء حديثه في كلمة وجهها عبر “الفيديو” للمشاركين في منتدى أعمال مجموعة “بريكس” المنعقدة في جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا.
وقال بوتين.. “يجب حل كل المهام الصعبة والمعقدة على خلفية التقلبات متزايدة التعمق في أسواق الأسهم والعملة والطاقة والمواد الغذائية، وفي ظل ظروف ضغوط تضخمية كبيرة”.
وشدد بوتين على أن أعضاء “بريكس” يتعاونون على مبادئ المساواة ودعم الشراكة، مضيفاً أنه “خلال العقد الماضي، زادت الاستثمارات المتبادلة لدول المجموعة ستة أضعاف، واستثماراتها في الاقتصاد العالمي ككل تضاعفت، ووصل إجمالي صادراتها إلى 20 في المائة من الرقم العالمي”.
وأكد بوتين على ضرورة أن تكون إحدى أولويات التعاون بين دول “بريكس” هي تعزيز الترابط وإنشاء طرق نقل مستدامة جديدة، مشيراً إلى أن الطريق البحري الشمالي وممر النقل الدولي الجديد بين الشمال والجنوب، هو من بين المشاريع الروسية الرائدة.
وشدد الرئيس الروسي على أن “هذين الطريقين مصممان لتوفير أقصر المسارات التجارية وأكثرها مثالية من الناحية الاقتصادية لربط المراكز الصناعية والزراعية والطاقة الكبيرة بالأسواق الاستهلاكية”.
وفيما يتعلق بـ “إزالة الدولرة” أكد بوتين أن عملية التخلص من الدولار الأمريكي في العلاقات الاقتصادية بين دول “بريكس” هي حتمية ولا رجعة فيها.
وقال بوتين إن “العملية الموضوعية التي لا رجعة فيها لإلغاء الاعتماد على الدولار في علاقاتنا الاقتصادية تكتسب زخماً، ويتم بذل الجهود لتطوير آليات فعالة للتسويات المتبادلة والرقابة النقدية والمالية”.
ووفقاً للرئيس بوتين فإن حصة العملة الأمريكية في عمليات التصدير والاستيراد بين أعضاء المجموعة آخذة في الانخفاض بشكل مطرد وبلغت العام الماضي 28.7% فقط.
وتطرق في حديثه لملف الحبوب، مشيراً إلى أنه لم يتم تنفيذ أي من شروط ما يسمى بصفقة الحبوب فيما يتعلق برفع العقوبات عن صادرات الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.
وقال بوتين.. “لقد تم ببساطة تجاهل الالتزامات تجاه روسيا في هذا الصدد، حتى أنهم منعونا من نقل الأسمدة المعدنية المحتجزة في الموانئ الأوروبية مجاناً، على الرغم من أن ذلك كان عملاً إنسانياً بحتاً، ولا ينبغي أن نخضع لأي عقوبات من حيث المبدأ”.
وكانت قد انطلقت أمس الثلاثاء قمة “بريكس” الـ 15 في العاصمة الجنوب إفريقية جوهانسبرغ، والتي ستستمر حتى 24 آب/ أغسطس، بحضور ما لا يقل عن 50 دولة، وسط تقدم العديد من الدول بطلبات انضمام للمجموعة، بلغ عدد المتقدمين رسمياً 23 دولة بينها دول عربية.