المبعوث الأمريكي للشرع: غيّر نهجك وإلا خاطر بتفتيت سوريا وفقد الدعم الدولي
دعا المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى تقويم سياساته وتبني نهج أكثر شمولاً بعد جولة جديدة من الصراعات الطائفية الدامية الأسبوع الماضي، محذراً من أنه ما لم يُقدم على تغيير سريع، فإنه سيكون مهدداً بفقدان الدعم الدولي وتفتيت البلاد.
وقال باراك إنه نصح الشرع، في مناقشات خاصة، بمعاودة النظر في تكوين الجيش قبل الحرب، وتقليص نفوذ الإسلاميين، وطلب المساعدة الأمنية الإقليمية.
وفي مقابلة مع وكالة “رويترز” في بيروت، أوضح باراك أن الشرع يخاطر بفقدان القوة الدافعة التي أتت به ذات مرة إلى السلطة، إذا لم يغير نهجه.
وأضاف: “يتعين على الشرع القول: سأتأقلم سريعاً، لأنني إن لم أفعل سأفقد طاقة الكون التي كانت تقف ورائي”، وتابع أن الشرع يمكن أن “ينضج كرئيس ويقول.. الشيء الصحيح الذي يجب أن أفعله هو ألا أتبع أسلوبي الذي لا يحقق المرجو منه”.
ومنذ استلام الشرع الحكم الانتقالي في سوريا تعهد بحماية أفراد الأقليات الطائفية العديدة في سوريا.
لكن هذا التعهد بات على المحك، أولاً من خلال عمليات القتل الجماعي لأفراد الطائفة العلوية في مارس آذار، والآن عبر أعمال العنف الأخيرة في الجنوب الغربي، وقد جرى الإبلاغ عن مقتل المئات في اشتباكات بمحافظة السويداء الجنوبية، بين مسلحين دروز وعشائر بدوية سنية وقوات الشرع نفسها بحسب مصادر إعلامية.
اقرأ أيضاً: رجل أعمال أميركي: الشرع مد غصن الزيتون لـ “إسرائيل”!
وتدخلت إسرائيل بشن غارات جوية لمنع ما قالت إنه قتل جماعي للدروز على يد القوات الحكومية.
وقال باراك إن الحكومة الجديدة يجب أن تفكر في أن تكون “أكثر شمولاً على نحو أسرع” فيما يتعلق بدمج الأقليات في هيكل الحكم.
لكنه في الوقت ذاته رفض باراك التقارير التي تقول إن قوات الأمن السورية مسؤولة عن الانتهاكات بحق المدنيين الدروز، وأشار إلى أن مسلحي تنظيم “داعش” ربما كانوا متنكرين في زي الحكومة، موضحاً أن المقاطع المصورة على وسائل التواصل الاجتماعي يسهل التلاعب بها، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها.
وقال: “لم تدخل القوات السورية إلى المدينة، هذه الفظائع التي تحدث لا ترتكبها قوات النظام السوري، إنهم ليسوا حتى في المدينة، لأنهم اتفقوا مع إسرائيل على عدم دخولها”.
“لا وريث” للشرع
وأكد باراك أن المخاطر في سوريا عالية للغاية، في ظل عدم وجود خطة خلافة أو بديل ممكن للحكومة الإسلامية الجديدة.
وأضاف: “مع هذا النظام السوري، لا توجد خطة بديلة، إذا فشل هذا النظام السوري.. وهناك من يحاول دفعه للفشل.. (لكن) لأي غرض؟، فلا يوجد خليفة له”.
وردا على سؤال عمّا إذا كانت سوريا يمكن أن يؤول بها الحال إلى ما آلت إليه ليبيا وأفغانستان، قال: “نعم، بل أسوأ من ذلك”.
وأكد أن الولايات المتحدة لم تدعم الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا، معتبراً أن تلك الغارات زادت من الارتباك في سوريا.
وقال باراك إن رسالته إلى إسرائيل هي إجراء حوار لتهدئة مخاوفها بشأن القادة السنة الجدد في سوريا، مؤكداً أن الولايات المتحدة يمكن أن تلعب دور “الوسيط النزيه” للمساعدة في تبديد أي مخاوف.
وأشار إلى أن الشرع ألمح في بداية حكمه إلى أن إسرائيل ليست عدواً له، وأنه يمكن أن يطبع العلاقات معها في الوقت المناسب.
واختتم المبعوث الأمريكي تصريحه بالتأكيد على أن الولايات المتحدة لا تفرض الشكل السياسي الذي يجب أن تكون عليه سوريا، بل إن ما تريده هو أن تكون سوريا مستقرة وموحدة وعادلة وشاملة. وقال: “إذا انتهى الأمر بحكومة اتحادية، فهذا هو قرارهم، والإجابة على هذا السؤال هي أن الجميع قد يحتاج الآن إلى التكيف”.
اقرأ أيضاً: دستور من رماد: كيف مهد الغياب السياسي لمجازر السويداء والساحل