الأردن وسوريا يتجهان نحو تكامل زراعي واقتصادي شامل

دعا رئيس غرفتي تجارة الأردن وعمان، العين خليل الحاج توفيق، إلى تعزيز التعاون الزراعي بين الأردن وسوريا ولبنان، معتبرًا أن هذا التعاون يشكل ركيزة استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية المستدامة في المنطقة.

وجاءت دعوته خلال لقاء رسمي في غرفة تجارة عمان، جمع ممثلي القطاع الزراعي الأردني بنظرائهم السوريين، وعلى رأسهم نقيب المهندسين الزراعيين السوريين مصطفى المصطفى، بحضور أعضاء مجلس إدارة الغرفتين.

وأكد الحاج توفيق أهمية الإسراع في إعداد رزنامة زراعية مشتركة بين الأردن وسوريا لتنظيم الاستيراد والتصدير، وضمان تدفق منتظم وآمن للمنتجات الزراعية، مشددًا على أن التعاون يجب ألا يقتصر على التجارة، بل يشمل تبادل الخبرات وتحقيق تكامل في سلاسل التوريد والإنتاج.

سوريا: أبوابنا مفتوحة للاستثمار

من جانبه، أكد نقيب المهندسين الزراعيين السوريين أن سوريا تسعى إلى توسيع الشراكات مع القطاع الخاص الأردني، مشيرًا إلى أن بلاده تملك مساحات زراعية واسعة وفرصًا استثمارية واعدة، خصوصًا في مجالات الإنتاج المشترك والتأهيل الزراعي.

وأضاف أن الحكومة السورية توفر تسهيلات واسعة لجذب الاستثمارات الزراعية، بما يساهم في إعادة الإعمار وتحقيق التنمية، داعيًا إلى تجاوز العقبات السابقة وبناء جسور تعاون حقيقية بين الشعبين.

خطوات عملية لتعزيز التعاون

الاجتماع أسفر عن اتفاق لإرسال وفد زراعي أردني إلى دمشق يمثل مختلف القطاعات الزراعية، إضافة إلى إطلاق قاعدة بيانات مشتركة للمنتجين والمستوردين والمصدرين في كلا البلدين، تمهيدًا لتنسيق الشراكات المستقبلية.

كما شدد نقيب تجار المواد الزراعية، صالح الياسين، على أهمية نقل الخبرات الأردنية في التكنولوجيا الزراعية والتسويق، في حين اعتبر نقيب المهندسين الزراعيين الأردنيين، علي أبو نقطة، أن التعاون مع سوريا يجب أن يكون طويل الأمد، ويستند إلى تكامل فعلي في الإنتاج الزراعي.

وأشار عدد من الحضور إلى أن إعادة فتح معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا قد يسهم في تسهيل انسياب المنتجات الأردنية إلى الأسواق التركية والأوروبية، مرورًا بسوريا، ما يخفف الأعباء اللوجستية على المصدرين ويزيد من تنافسية المنتجات.

مؤشرات على عودة العلاقات الاقتصادية

رئيس غرفتي تجارة الأردن وعمان كشف عن خطة عمل مشتركة، أعدتها الغرفة بالتعاون مع القطاع الخاص الأردني، تهدف إلى تنظيم منتدى أعمال أردني سوري في دمشق نهاية الشهر الحالي، بالتزامن مع تشكيل مجلس أعمال مشترك.

وأشار إلى أن حركة التجارة بين البلدين بدأت تستعيد عافيتها، إذ بلغ عدد الشاحنات المتبادلة عبر مركز جابر الحدودي منذ مطلع العام وحتى بداية تموز أكثر من 160 ألف شاحنة.

ووفق بيانات غرفة تجارة عمان، ارتفعت صادرات الأردن إلى سوريا خلال الثلث الأول من 2025 إلى 72 مليون دينار أردني، مقارنة بـ47 مليونًا خلال العام الماضي، فيما تنوعت الصادرات لتشمل الأسمدة، البلاستيك، الألمنيوم، ودقيق الحنطة، بينما ركزت المستوردات من سوريا على الضأن الحي والفستق الحلبي.

استثمارات سورية نشطة في الأردن

بلغ عدد الشركات المسجلة في الأردن والتي تضم شركاء سوريين نحو 1949 شركة، يشارك فيها أكثر من 3350 شريكًا سوريًا، بإجمالي رأس مال يزيد عن 805 ملايين دينار أردني، ما يعكس متانة العلاقة الاقتصادية بين الجانبين.

إقرأ أيضاً: منتدى استثماري سوري سعودي ينطلق في دمشق لبحث فرص التعاون الاقتصادي

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.