داما بوست | شام مهنا
ثلاثة وستون عاماً وبثه لم ينقطع، حتى في أعتى أيام الحصار والاستهداف للإعلام السوري الرسمي مع بداية سنوات الحرب الأولى، أكثر من نصف قرن والتلفزيون السوري ما يزال مصدراً للخبر الرسمي، ويمارس عمله بكوادر تعمل بظروف صعبة للغاية، فبعد أن كان رائداً في المنطقة العربية، بالتقنية والمحتوى، عوقب الإعلام في سورية حتى تراجع حضوره على المستوى العربي، وتأثر حتى في الداخل بسبب هجمة التشويه والتحريض.
رغم ذلك لم يتوقف العاملون في التلفزيون السوري الرسمي عن أداء مهامهم، ويحسب لشاشتنا الوطنية أنها تفرد مساحات للشؤون المحلية تغيب عن شاشات غيرها من التلفزيونات “الرسمية” في دول الجوار، ورغم كثرة الانتقادات والأخطاء الموجودة والمحتملة، إلا أن هذه المؤسسة بنيت على قواعد راسخة منذ التأسيس وحتى اليوم، وهذه القواعد يبنى عليها الكثير في كل الأوقات.
وفي ذكرى التأسيس الثالثة والستين، قالت الإعلامية رائدة وقاف لـ “داما بوست” نحن اليوم في محطة استمر بها التلفزيون السوري بالحفاظ على الثوابت الوطنية بمختلف الوسائل على الرغم من الظروف التي مرت بها البلاد وأثرت على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، لكن التلفزيون السوري يسعى للحفاظ على بصمته الخاصة في عقول السوريين.
وأضافت “وقاف”.. التلفزيون السوري قدم العديد من الشخصيات الإعلامية البارزة التي استطاعت أن تلمع على الصعيد العربي وربما العالمي، وذلك في جميع الميادين الثقافية والرياضية وغيرها من الشخصيات التي طلت عبر منبر التلفزيون العربي السوري ومن ثم تابعت مسيرتها في الخارج، أما نحن اليوم في التلفزيون السوري نحاول قدر المستطاع تأهيل وتدريب كوادر إعلامية جديدة، ومنذ دخولي إلى هذا السلك من عام 1994 ونحن نعمل على تعزيز ورفد الكوادر للحفاظ على هوية التلفزيون السوري”.
وأكدت “وقاف” أن التلفزيون السوري استطاع أن يتميز في برامجه التي كانت تتوجه إلى جميع فئات المجتمع، وهي برامج يتم إنتاجها بمواصفات عالمية إذ كانت تتضمن الأغنية واللقاءات الترفيهية والمسابقات والمقاطع التمثيلية داخل البرنامج نفسه، ولكن ينبغي على التلفزيون السوري تطوير أدواته ومحتواه وأن يبقى بمتابعة تامة وحقيقة للأحداث دون الانسياق وراء الحرب الإعلامية التي شوهت وزيفت كثير من الحقائق وهي كانت سبب بتراجع الإعلام السوري في بعض النقاط، لذلك يجب إبقاء التلفزيون السوري منبراً للحق والعدالة وصوتاً للمواطن السوري ولا يأتي ذلك إلا بالإشارة لنقاط الضعف والعمل على تقويتها بكل المجالات وبهذا يكون التلفزيون السوري يؤدي رسالته الأساسية والتي وجد من أجلها”.
وحول ضعف الأجور التي يتقاضها العاملون في مجال الإعلام، قالت “وقاف”.. نحن نخضع حالياً لقانون العاملين الأساسي، ولكن هناك قانون هام وما زال قيد الإعداد وهو “قانون العاملين في الإعلام” هذا القانون من شأنه أن يميز العمل الصحفي الفكري من جميع النواحي وتحديدا من حيث الدخل، ونحن بحاجة هذا القانون كي ينصف الإعلاميين والصحفيين العاملين في التلفزيون العربي السوري وفي الوسائل الإعلامية الأخرى.
وفي هذا السياق أكد الإعلامي جمال الشيخ بكري لـ “داما بوست” أن التلفزيون السوري كان وما يزال محافظاً على مكانته وأهميته المحلية والعربية فهو مصدر للحق والكلمة العادلة، وفي ذكرى تأسيسه اليوم تحتفل جميع الكوادر الصحفية والإعلامية التي قدمت فكراً ووقتاً وجهداً لنجاح هذه المؤسسة التي تعتبر رمزاً للإعلام في سورية، ومن ناحية أخرى لا نستطيع أن نغفل تأثير الحرب على سورية في جماعات القطاعات والمجالات وتحديداً القطاع الإعلامي، ولكنه حاول الاستمرار بتقديم رسالته السامية التي حملت فرح ووجع كل مواطن سوري”.
ويرى “بكري” أن التلفزيون السوري نجح في ترك بصمة حقيقية بكل بيت سوري وكان له تأثير على الأجيال، ومنذ بدء البث إلى الآن لازال يقدم وجوهاً وأفكاراً جديدة، وأضاف الشيخ بكري.. “من المهم جداً وجود كوادر إعلامية جديدة في التلفزيون السوري على الخصوص والعمل الإعلامي على العموم مع الحفاظ على القامات الإعلامية الكبيرة التي تمتلك سنين من الخبرة والمعرفة في هذا السلك المهني، ولكن يجب الدقة في انتقاء الكوادر الإعلامية الجديدة واستبعاد “الواسطة” من المجال، لأن الإعلام يمثل واجهة الدولة الأساسية والتلفزيون السوري هو المنبر الرسمي والعريق الذي خرج آلاف المذيعين والمذيعات من شاشاته إلى شاشات عربية أخرى.
ويستذكر السوريون ذكرى تأسيس التلفزيون العربي السوري يوم 23 تموز عام 1960، وبدء بثه من قمة جبل قاسيون في دمشق، حيث أقيمت أول محطة إرسال بقوة / 10 / كيلو واط، واستمر الإرسال لمدة ساعة ونصف فقط في اليوم الأول من داخل استديو اعتمد على الكوادر الفنية المتواجدة في مديرية الإذاعة، وأول ما عرض عبره كانت تمثيلية” الغريب التي قدمت على الهواء مباشرة واستمرت بعدها البرامج والتمثيليات المختلفة التي قدمت مواضيعاً تهم المواطن السوري والعربي.