توقيف المهندس مازن عرجا يشعل غضباً في إدلب: هل تُكمّم الأفواه باسم القرارات المحلية؟
أثار توقيف المهندس الزراعي والناشط المدني مازن عرجا في مدينة إدلب موجة استنكار واسعة بين أوساط المجتمع المدني، بعد أن استُدعي من قبل قوى الأمن الداخلي على خلفية منشور نشره عبر صفحته على “فيسبوك”، عبّر فيه عن رفضه لقرار محلي يقضي ببناء مسجد داخل حديقة عامة تُعتبر المتنفّس الوحيد لأطفال أحد أحياء المدينة، بالرغم من وجود عدة مساجد في المنطقة ذاتها.
وبحسب مصادر محلية، فإن عرجا، المعروف بمواقفه الثورية ونشاطه الحقوقي، استجاب لاستدعاء رسمي وذهب إلى مقر التحقيق قبل يومين، إلا أنه لم يُفرج عنه حتى لحظة إعداد هذا التقرير. ورغم أن عملية الاستدعاء جرت بشكل رسمي وُصف من قبل مقربين بـ”الحضاري”، فإن عدم الإفراج عنه خلال المهلة القانونية المحددة بـ48 ساعة أثار شكوكاً حول مدى قانونية استمرار احتجازه.
إقرأ أيضاً: محافظة حمص : استمرار الإنفلات الأمني يتسبب بمقتل شابين
وفي بيان تضامني، وصف عدد من الناشطين المهندس مازن عرجا بأنه “أحد الأصوات الحرة التي تمثل ضمير الثورة السورية”، محذرين من أن تجاوز المدة القانونية دون مذكرة قضائية يُعد “اعتقالاً تعسفياً” يتنافى مع القيم التي ثار السوريون من أجلها منذ عام 2011. وأكد البيان أن انتقاد قرار بناء المسجد لا يعني الإساءة للدين، بل هو تعبير مشروع عن الرأي في دولة يُفترض أن تحترم الحريات وتصونها.
وشدد النشطاء على أن مازن لم يرتكب أي جرم، ولم يدعُ للعنف أو يُهن أية جهة، بل قدّم اعتراضاً موضوعياً يمسّ الصالح العام وحقوق الأطفال في الوصول إلى المساحات الخضراء. وطالبوا بالإفراج الفوري عنه، التزاماً بالقانون واحتراماً لحرية التعبير.
إقرأ أيضاً: محافظة حمص : استمرار الإنفلات الأمني يتسبب بمقتل شابين
واختُتم البيان برسالة موجهة للسلطات المحلية، جاء فيها: “إن لم يتم الإفراج عن الأستاذ مازن خلال المهلة القانونية، فإننا سنمارس حقنا المشروع في التظاهر السلمي، دفاعاً عن حرية الكلمة، وعن دولة نحلم بها، لا تُبنى خلف الجدران، بل في الهواء الطلق، حيث يُصان الضمير وتُحترم الكلمة الحرة.”
اقرأ أيضاً: عبارات تهديدية تثير القلق في قطنا وتعيد شبح التوتر الطائفي إلى الواجهة