أكدت مصادر محلية في إدلب، أن تنظيم ما يسمى “هيئة تحرير الشام”، “جبهة النصرة سابقاً” اعتقلت اليوم الأحد “أبو شعيب المصري”، وأحد أبنائه، من أمام مسجد الروضة في مدينة إدلب، بعد قرابة أسبوعين من الإفراج عنه، جاء ذلك بعد فضحه ممارسات التعذيب والاعتقال لنساء وأطفال في سجون الهيئة.
وقالت المصادر، إن دورية أمنية اعتقلت “طلحة الميسر المعروف بلقب أبو شعبيب المصري”، في مدينة إدلب، إضافة لأحد أبنائه، في حين طوقت عناصر أمنية منزله في المدينة، وقامت باقتحامه، وطلبت جميع الأجهزة الخلوية والأجهزة الخاصة به.
ويأتي اعتقال “المصري” بعد حديثه أمام عدد من الشخصيات عن صنوف التعذيب والاعتقال التي تمارسها الهيئة في سجونها، لاسيما النساء والأطفال، لاسيما في المنفردات، وعن المعاملة التي يتلقونها من قبل سجاني الهيئة، الأمر الذي اعتبرته الأخيرة أنه خرج للتعهد الذي وقع عليه “المصري” قبيل الإفراج عنه.
وجاء الاعتقال بالتزامن مع حملة اعتقالات أمنية طالت عدداً من منسقي الحراك الشعبي المناهض للهيئة في مدن سلقين وأريحا، في وقت تشهد تلك المدن مظاهرات احتجاجية ضد الهيئة والممارسات التي تنتهجها ضد المتظاهرين.
وكانت “هيئة تحرير الشام” أفرجت في وقت متأخر يوم الاثنين 10 حزيران 2024، عن المحامي “عصام الخطيب”، و”طلحة الميسر المعروف بلقب أبو شعبيب المصري”، بعد مفاوضات استمرت لأشهر.
وكان قد اعتقل المحامي “عصام الخطيب”، و”أبو شعبيب المصري”، من قبل قوة عسكرية في مدينة إعزاز بعد صلاة الجمعة في 21/ تموز 2023.
ويعتبر ما يسمى “جهاز الأمن العام” المُشكل عام 2020، القبضة الأمنية الحديدية التي يضرب بها “الجولاني” معارضيه، ويتمتع بسلطة كبيرة ضمن الهيئة، وارتباطه مباشرة مع قيادتها العليا، يشرف الجهاز على سجون أمنية سرية في إدلب، ويعتقل فيها الشخصيات المعارضة للهيئة من فعاليات ونشطاء إضافة لشخصيات أجنية من جنسيات غير سورية، وقادة “داعش”، بينما تشرف ما تسمى “حكومة الإنقاذ” الذراع السياسي للهيئة على السجون المدنية.
وتورط الجهاز الأمني خلال أربع سنوات من تأسيسه، بمئات الانتهاكات والجرائم بحق آلاف المعتقلين الذين دخلوا سجونه السرية، وكشف من كتب لهم النجاة عن انتهاكات جمة تعرض لها المعتقلون من عمليات تعذيب وقتل وإعدام، جميعها نفذت في سجون سرية، ودون محاكم قضائية، أو تدخل أي جهة أخرى فيها، بعلم وإشراف قيادة الهيئة ممثلة بـ “الجولاني”.
وتغص سجون “الهيئة” بآلاف المعتقلين، منهم مضى على اعتقاله سنوات عديدة، ولايزال مصيره مجهول لعائلته، فيما يتم الكشف بين الحين والآخر عن تنفيذ أحكام إعدام ميدانية بحق عدد من المعتقلين بتهم مختلفة أبرزها العمالة، دون أن تسلم جثث أؤلئك لذويهم، في جرائم متتالية، تحاول قيادة الهيئة اليوم إنهائها من خلال تغير شكلي في الجهاز الأمني وإلحاقه بحكومة الإنقاذ.
وليس الضرب والشبح وحده، والاحتجاز في ظروف غير إنسانية فحسب، بل هناك أصناف عديدة مورست بحق المعتقلين من قيادات الهيئة وعناصرها منهم قادة كبار معروفين، وفق ما قال أحد المفرج عنهم، متحدثاً عن ضرب وتعنيف بالكرباج والشبح والسلاسل، بالتوازي مع إهانات لفظية تطعن في الدين والأعراض، وتهدد بالقتل والتنكيل حتى الموت، أو الاعتراف.
وكشف تقرير حقوقي سابق، أن “الهيئة” تمكنت من ابتكار أساليب تعذيب مميزة، وسجلت 22 أسلوب تعذيب، وقد يتعرض المحتجز غالباً لأزيد من أسلوب تعذيب واحد، وزعتها الشبكة إلى ثلاثة أصناف رئيسة وهي 13 من أساليب التعذيب الجسدي – 8 أساليب تعذيب نفسي – أعمال السخرة.